اندلعت، ليلة اول أمس الاثنين، مواجهات وصفت ب"الدامية" بين فصيلي الطلبة القاعديين (البرنامج المرحلي)، وطلبة الحركة الثقافية الأمازيغية الريفيين، في الحي الجامعي لجامعة محمد الأول في وجدة. وكادت الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين في حدود الساعة العاشرة ليلا، أن تمتد إلى خارج أسوار الحي الجامعي وفق ما كشفه مصدر مطلع ، غير أن الظلام الذي غط فيه الحي مباشرة بعد اندلاعها لم يساعد على ذلك، وظلت المواجهات محصورة داخل الحي الجامعي إلى حدود الساعات الأولى من صباح امس الثلاثاء، بعدما خلفت عددا من الجرحى، تشير التقديرات إلى أنهم خمسة"، يضيف المصدر نفسه. ووفق المصدر ذاته، فإن المواجهات، التي أسفرت عن إصابة عدد من الطلبة في كلا الطرفين بعدما تلقوا ضربات بالأسلحة البيضاء، اندلعت بعدما دخل عدد من طلبة البرنامج المرحلي في نقاش مع بعض زملائهم المحسوبين على الفصيل الأمازيغي القاطنين في الحي لجامعي، وتطور النقاش إلى تشابك، وحشد الطرفان فصيليهما، ما خلق حالة من الخوف والذعر وسط الطلبة غير المنتمين والطالبات القاطنات في الحي الجامعي. وأشار المصدر نفسه إلى أن المصابين لم يقصدوا المستشفى مخافة ملاحقتهم من طرف السلطات، فاختاروا تضميد جراحهم فيما بينهم، ولم يستبعد المصدر نفسه أن تتكرر هذه المواجهات في الأيام المقبلة في حالة استمرار الاحتقان بين الطرفين، مشيرا إلى أن المواجهة الأولى التي اندلعت بين الطلبة القاعديين فيما بينهم (فصيلي الكراس وفصيل البرنامج المرحلي)، ما تزال مفتوحة إلى يومنا هذا، وهو ما يؤشر على أن الجامعة ستتحول إلى بؤرة توتر مستمرة. وكان الطلبة القاعديون قد دخلوا في مواجهات فيما بينهم منذ أشهر من الآن، امتدت إلى خارج أسوار الجامعة، وأسفرت عن إصابة العديد منهم بجروح خطيرة، دخل على إثرها أحدهم في حالة غيبوبة، وهو الآن يرقد في المستشفى الجهوي الفارابي منذ عدة أسابيع. وتجري هذه المواجهات في ظل احتقان كبير يعرفه الحي الجامعي بسبب إغلاق المطعم الجامعي، بعدما رفض الطلبة الشروط الجديدة المطروحة من طرف الجهة التي تدبره، إذ خرج منذ أيام العشرات منهم للاحتجاج في الشارع العام مطالبين بعودة المطعم إلى وضعه الطبيعي، وفتح أبوابه في وجه الطلبة وفق إمكانياتهم. كما تأتي كل هذه التوترات في وقت تعرف فيه الجامعة أزمة مالية خانقة بعد تراكم الديون عليها، وصلت إلى 20 مليار سنتيم تقريبا.