أدرجت المحكمة الابتدائية بفاس، أخيرا، في التأمل بعد أسبوع، ملفا جنحيا تلبسيا يتابع فيه بائع متجول بعد شهر من اعتدائه بشفرة حلاقة على ممرضة بمستشفى ابن الخطيب (كوكار)، بعدما اعترض سبيلها بحي باب الخوخة، لتذبذب علاقتهما وشكه في إقامتها علاقة حميمية مع شاب آخر، بعدما ناقشتها واستمعت إلى المتهم ومرافعات دفاعه والطرف المدني. تسلمت مصالح الأمن بدائرة باب الفتوح، زوال الجمعة 16 يناير الماضي، المتهم (24 سنة)، بعد أن أوقفه مواطنون مباشرة بعد اعتدائه على الضحية الطالبة المتدربة في مجال التمريض، التي تصغره بسنتين، بحي سيدي مومن في طريقها إلى مركز التدريب بساحة فلورانسا، ما أدى إلى إصابتها بجرح غائر في خدها وآخر في يدها اليمنى. وكان المتهم يحمل جرحا في جبينه ورضوضا في وجهه وعنقه وكتفه الأيسر، قبل نقله إلى المستشفى، وحضور الضحية التي بدت حاملة جرحا مضمدا على طول خدها الأيسر بدءا من أذنها اليسرى إلى أسفل ذقنها، واستمع إليه في محضر أكدت فيها اعتداءه وشخص آخر تجهله، عليها بعدما اعترضا سبيلها وتحرشا بها قبل أن يعرضها إلى الضرب بشفرة حلاقة بعد رفضها التجاوب معه. رواية الفتاة التي ادعت سرقة 1800 درهم منها وهاتفها المحمول، جاءت متناقضة لما صرح به المتهم الذي لم ينكر تمهيديا واقعة الاعتداء، لكنه نفى سرقتها أو مشاركة أي شخص له في ذلك، مؤكدا ارتباطه بعلاقة عاطفية بها دامت سنتين وعدته فيها بالزواج، إلا أن تعاملها معه تغير بعدما بدأت تتهرب منه ما جعله يشك في علاقتها بشاب آخر، قبل أن يقرر الانتقام منها لرد الاعتبار لنفسه. تعرف المتهم على هذه الفتاة بعد لقائه بها أثناء حضوره إلى محل والده لبيع مواد التجميل بالحي الذي تقطنه، قبل أن تتوطد علاقتهما وتتقدم والدته في 3 مرات لخطبتها من أمها التي التمست إمهالها لإنهاء فترة التدريب، ما أقر به مؤكدا لقاءه المتكرر بها بالمقاهي والشارع العام وممارسته الجنس معها برضاها وبطريقة عادية، مرتين بغرفته، إلى أن تعلق بها وجن بحبها. واستعدادا لزواجهما هاجر الشاب للعمل بالناظور لجمع المال مواصلا اتصالاته بها هاتفيا وعبر «فيسبوك»، لكنه لاحظ فتورا في اهتمامها به، قبل أن يكتشف دردشتها مع شاب آخر شك في علاقتها به، قبل أن يعود إلى فاس ويضربا موعدا للقاء بسيدي بوجيدة صباح يوم الحادث، أملا في مجالستها بمقهى وسط المدينةالجديدة، إلا أنها رفضت ذلك وامتنعت عن تمكينه من هاتفها لفصح اتصالاتها. هذا الرفض كان سببا في اعتدائه عليها بشفرة حلاقة (زيزوار) اقتناها قبل لقائهما واحتفظ بها قبل أن يتخلص منها بعد تنفيذ فعله الجرمي، مبررا ذلك بإنفاقه أموالا طائلة عليها قبل أن تتهرب منه، فيما أنكرت الفتاة إقامتها أي علاقة مع المتهم أو معرفتهما المسبقة أو تقدم والدته لخطبتها، دون أن تنفي ارتيادها متجر والده في بعض الأحيان للتزود ببعض مواد التجميل. ولم تحضر الفتاة الضحية جلسة محاكمة المتهم المتابع في حالة اعتقال بتهم «الضرب والجرح بالسلاح الأبيض والسرقة»، فيما التمس دفاعها عرضها على خبرة طبية للتأكد من إصابتها بعاهة مستديمة، فيما صرف ممثل النيابة العامة النظر إلى المحكمة في بتها في هذا الملتمس، ملتمسا إدانة المتهم وتشديد العقوبة في مواجهته لخطورة الفعل الذي تورط فيه وأضر بالضحية. وركز دفاع المتهم على علاقته العاطفية بالضحية قبل تغير معاملتها له بدافع إعاقته، مبررا جرحها في خدها بإصابتها بخاتم كان يضعه عشيقها أثناء محاولته منعها من الصراخ للحيلولة دون تجمهر الناس، متحدثا عن جرح بسيط، وأن الملف أحيط بهالة كبيرة. وأوضح أن الشخص الذي كان رفقتها، اعتدى على موكله وأصابه بجروح، موضوع شكاية تقدم بها في مواجهته إلى المحكمة. حميد الأبيض (فاس) تعليق