أعلنت وزارة الداخلية الاسبانية أول أمس الخميس عن توقيف الحرس المدني الاسباني ببلدة توريفورتا منطقة تاراغونة شمال غرب إسبانيا لشاب مغربي بالغ من العمر 21 سنة كان موضوع مذكرة بحث و اعتقال دولية صادرة عن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط بتاريخ 19 فبراير الفارط ، للاشتباه في انتمائه لعصابة إجرامية كانت تحضر لعمليات إرهابية تستهدف مراكز سياحية بالمغرب و إسبانيا ، و ذكرت مصادر إسبانية أن الشاب الموقوف( ج .م ) المعروف حركيا بلقب أبي مصعب الناظوري مثل أمام قاضي التحقيق الاسباني الذي أمر بوضعه رهن الحجز . و كانت السلطات المغربية قد أبلغت نظيرتها الاسبانية أن المعني بالأمر الذي يقيم بالتراب الاسباني و تفيد تحريات العلم أنه ينتمي لمنطقة الريف متهم بالانتماء إلى “خلية إرهابية” في المغرب ، و على علاقة مباشرة بجماعة ّ فتح الأندلس ” التي كانت العلم سباقة الى كشف امتدادات خلاياها بالتراب الاسباني ، و بشمال المغرب و تنسيق جهودها للقيام بعمل إرهابي يمس قطاعات حيوية بالمغرب ، و من ضمنهم 15 مشتبها أعلن عن تفكيك شبكتهم بداية شهر شتنبر الماضي . و بتتبع مسار ” المدعو أبو مصعب الناظوري ” يتضح تشبعه بالأفكار السلفية الجهادية و إنتماؤه الى العديد من شبكات المحادثة و مواقع تابعة لتنظيمات جهادية سنية خاصة ببلاد الرافدين و فلسطين , حيث يسجل حضوره المكثف و الدؤوب بالعديد من المدونات على الشبكة العنكبوتية التي تشكل فضاء مناسبا لاستقطاب أتباع جدد للجماعات الموالية لتنظيم القاعدة ، ومن ضمنها منتديات حنين ، والتحدي الاسلامي ، و الفلوجة و البوراق و غيرها حيث كان الشاب المغربي الذي يتقن التعامل مع تكنولوجيا المعلوميات يشارك أو يؤطر العديد من هذه المنتديات بل و يعرض خدماته المتجلية في نسف و قرصنة مواقع الجماعات و المجموعات المناوئة للفكر الجهادي السلفي و في مقدمتها مدونات الشيعة . و برز حضور أبو مصعب الناظوري الذي كان يدعي بغرف الدردشة ” الجهادية ” إقامته بأفغانستان في العديد من هذه المواقع المتطرفة و على رأسها موقع التحدي الاسلامي و جند الاسلام بهويات مختلفة فتارة يوقع ب ” الرايات السود 1′′ و أحيانا بالفارس الأسود ” أو ” tariklam ” إضافة الى ” lbarbari1′′ و” ملك الهاكرز (القرصنة ) ” و هي الموهبة التي ظل يعطي فيها لرواد هذه المنتديات دروسا في كيفية تعطيل المواقع المعادية و إخفاء هويتهم الرقمية بالشبكة (IP) للافلات من رقابة أجهزة التتبع الأمنية على الانترنيت . و كان أول اهتمام بالشأن المغربي لأبي مصعب الناظوري بعد طرده من موقع الفلوجة التابع لتنظيم القاعدة بالعراق أين كان يتتبع و يبث أخبار العمليات المسلحة للمقاتلين العراقيين السنيين , هو توجيهه لرسالة مفتوحة إلى زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) يطالبه فيها بالثأر لنساء السلفية الجهادية بالمغرب ، و في مقدمتهم أم بلال التي تداولت وسائل إعلام أجنبية صورتها و إبنها خلال إحتكاك مع عميد أمن مغربي على هامش وقفة إحتجاجية نظمتها عائلات المعتقلين السلفيين بالمغرب و أصدر على إثرها التنظيم المذكور بلاغا يخصص جائزة مالية قدرها عشرة آلاف دولار لكل من يغتال المسؤول الأمني المغربي الذي بينت الوقائع أنه وقع ضحية سيناريو إستعراضي محبوك . و قد أصدرت السلطات الأمنية الإسبانية بيانا في الموضوع يوضح كافة حيثيات العملية التي جاءت في سياق تعاون الأجهزة الأمنية المغربية و نظيرتها الإسبانية . وتجدر الإشارة أن مليلية أصبحت ملاذا مفضلا لمتابعين في قضايا مرتبطة بالإرهاب أو الإتجار في المخدرات وشبكات تهريب الأشخاص نظرا لوضعها الخاص الذي مكن أسماء عديدة مشتبه فيها من مغادرة المغرب في اتجاهات مختلفة أكثر أمانا و لو نسبيا في انتظار تقلص الحملات الأمنية تنسيق أمني مغربي إسباني يسقط أبو مصعب الناظوري الدارالبيضاء: عادل غرفاوي | المغربية كشفت مصادر متطابقة أن إيقاف المغربي، المعروف باسم “أبو مصعب الناظوري”، الذي أصدرت النيابة العامة في الرباط مذكرة اعتقال دولية في حقه، للاشتباه في انتمائه إلى شبكة “فتح الأندلس” الإرهابية، جاء بعد تنسيق أمني بين الأجهزة المغربية والإسبانية. ومكنت التحريات، التي قام بها الحرس المدني الإسباني، من تحديد هوية “أبو مصعب الناظوري”، الذي أعلنت الداخلية الإسبانية عن إيقافه أول أمس الخميس، بكونه هو المواطن المغربي (ج.م) المزداد سنة 1988، الذي يقطن ببلدة توريفورتا قرب طاراغون. وأفادت المصادر أن “أبو مصعب الناظوري” كان يوقع بلاغات لجماعة متطرفة “دعت إلى تحرير الأندلس”، مشيرة إلى أن اسمه ورد في التحقيقات مع عناصر شبكة “فتح الأندلس”، التي جرى اعتقال 15 من عناصرها في مناطق متفرقة من المغرب. وأبرزت أن هذه المجموعة تربطها اتصالات مع أشخاص بأوروبا، من بينهم المدعو “أبو مصعب” المقيم بإسبانيا. وكشفت التحريات الأولية أن عناصر الشبكة خططت لضرب ثكنة عسكرية في بنجرير، وموقع للمناورات العسكرية المغربية الأميركية في طانطان، بالإضافة إلى خطف سياح أجانب والمطالبة بفدية، على غرار العمليات التي تقوم بها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. وأكدت المصادر أن المتهمين خططوا أيضا لاستهداف مقرات الأممالمتحدة في العيون وأكادير، وتصفية بعض رجال الأمن. وأبرزت أن المتهمين اعتقلوا في العيون، وصفرو، وأكادير، ووجدة، وذكرت المصادر أن هؤلاء قاموا بعمليات لصناعة المتفجرات، مشيرة إلى أنها كانت ستخضع للتطوير لتأخذ وقتها وفعاليتها. وأوضحت أن هذه العملية قطعت مراحل مهمة، كما أنهم سعوا إلى كسب بعد جهوي عبر استهداف مواقع في مدينتي سبتة ومليلية السليبتين، مضيفة أنهم ربطوا صلات وثيقة ب “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وهي “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية سابقا. وجاءت إحالة الأظناء بعد تمديد مدة الحراسة النظرية لمرتين متتاليتين، بحكم تشعب الملف، وبهدف تعميق البحث أكثر مع المعتقلين. وفككت مصالح الأمن، منذ اعتداءات 16 ماي الإرهابية في سنة 2003 بالدارالبيضاء، أكثر من 55 خلية في مواقع مختلفة من مدن المملكة.