دأب أمازيغ أمريكا على إحياء ذكرى السنة الأمازيغية، شأنهم في ذلك شأن كل أمازيغ الشتات، بأمسية فنية موسيقية شاعرية، وذلك على الساعة الخامسة بعد الزوال من يوم أمس 24/01/2015، في قلب بوسطن بولاية ماساشوسيت، حيث بدأ الوفود يصلون، من جميع الولايات، جماعات وفرادى إلى المقر الذي يحتضن الأمسية، يحذوهم ذاك الحس الجمعي بالإنتماء إلى هوية متميزة متفردة، يدفعهم ذاك الشعور المتوجس مما يحاك،، سرا وعلانية، تجاه هويتهم وقضاياهم في بلدانهم الأصلية، من طرف الأنظمة المستبدة الحاكمة، والتي سهرت على طمس هويتهم وإبادتها، مستغلة بذلك جميع وسائل القهر والإستبداد، من ثقافي واقتصادي وسياسي، وذلك من أجل إحلال هويةهجينة دخيلة، هوية تحمل كل مقومات الإبادة لباقي الهويات الأخرى، هوية تضمن لهم الشرعية والمشروعية السياسية لتأبيد حكم الطاغوت والعبث بثروات بلاد تامزغا، مع إفقار أصحاب الأرض وتحويل حياتهم جحيما، بعدما أحلوا الجهل المعمم على كل بلاد تامزغا. أمسية عرفت حضورا مكثفا ونوعيا لمّ كل أمازيغ تامزعا، رغم الظروف المناخية القاسية، في جو مفعم بالوشائج، كما لم تخلو الأمسية من حضور بعض المستعربين المستلبين وبعض الأمريكيين، حيث تخللت الأمسية مقاطع من الغناء الأمازيغي العريق، حرك الوجدان الجمعي لأمازيغ أمريكا، في الوقت الذي تفاعل معها الباقي بكل تلقائية وعفوية، غناء ورقصا، في فضاء تؤثثه بعض المعروضات التقليدية مع تقديم بعض المأكولات الأمازيغية. أمسية فنية شاعرية في ظاهرها، سياسية في رسائلها، المبطنة والمعلنة منها، أمسية هادفة ترمي إلى تجميع الطاقات الحيوية والنشيطة لأماويغ أمريكا من أجل الإنتقال بالفعل الأمازيغي إلى مستويات أخرى أكثر تنظيما وأكثر مبادرة لكي يكون في مستوى التحديات المطروحة، كانت موضوع نقاشات عميقة مستفيضة، بين مجموعة ممن تحمل ذاك الهم المشترك تجاه قضاياهم المصيرية، مع عقدها العزم على إشاعة الثقافة الأمازيغية الحاملة لكل معاني التسامح والأخوة بين كل الشعوب، المضطهدة منها بالخصوص، في كل من شمال إفريقيا وآسيا وباقي الشعوب التواقة للإنعتاق والتحرر،. إضافة لهذا فقد تميزت الأمسية بحضور تلك الرموز الهوياتية التاريخية الحاملة لكل معاني التحرر والإستقلال، تلك الرموز المشبعة بمعاني الكرامة والحرية والمقاومة، وكل أشكال الممانعة أيضا، رمز إيمازيغن كافة متجسدا في علمها المقدس، جنبا إلى جنب مع علم الجمهورية الريفية، علم مولاي موحند، علم المقاومة والتحرر والإنعتاق من الإستعمار، علم الشرارة وعلم التحريض على المقاومة ومناهضة الإستعمار. تعليق