في الصورة عامل الناظور و نائب التعليم أريفينو لا حديث هذه الايام بين اصحاب المكتبات بالناظور و مديري مدارس التعليم الإبتدائي بالناظور إلا عن مشروع المليون محفظة الذي كان نصيب الإقليم منه تزويد تلاميذ القسم الاول و الثاني باكثر من 126 مدرسة. و لكن هذا الحديث مشوب بالكثير من القلق عن الوضع الموصوف بالكارثي الذي تمت فيه تفويت صفقات تزويد المدارس بالمواد الدراسية من كتب و دفاتر و أقلام و محافظ و غيرها… و يستدل القلقون على ذلك بحصول شركة واحدة تابعة لرجل الاعمال عمر الفضلاوي على صفقات توريد اللوازم الدراسية لاكثر من 60 مدرسة أي حوالي نصف عدد الصفقات و التي يقدر كتبيون حجمها باكثر من 600 مليون سنتيم لن تقل ارباح الفضلاوي فيها عن 200 مليون سنتيم. و إذا كان الفضلاوي بمكتباته الآفاق و عمر قد حصل على نصف الكعكة و حصلت مكتبة النيابة على حوالي ربعها فإن ربع الصفقات فقط تم توزيعها على 120 مكتبة الباقية بالإقليم؟؟؟ و لإن التجربة بالناظور علمت الجميع ان مثل هذا التوزيع غير طبيعي إطلاقا إضافة إلى ما حرصت المذكرات الوزارية على التذكير به من ضرورة توزيع صفقات مشروع المليون محفظة على أكبر عدد ممكن من المكتبات… فإن متابعين عن قرب للملف يؤكدون أن ما حدث لا يعدو كونه فضيحة تورط فيها بعض الأشخاص و استغلوا فيها نفوذهم للوصول لمكاسب مالية خرافية لا أقل و لا اكثر… و هكذا ينبه هؤلاء المتابعون للعلاقة الغريبة التي تربط بين رئيس قسم الميزانية بنيابة الناظور شيلح بصاحب شركة الآفاق عمر الفضلاوي و عن السبب الذي جعل مديرين تعاملوا السنة الماضية مع عدد من المكتبات يلجؤون لمكتبة الفضلاوي و يعتذرون للمكتبات الاخرى بدعوى أن رئيس قسم الميزانية ينبههم بشكل صارم ان الفواتير الوحيدة المقبولة لديه بشكل فوري في هذا المشروع هي فواتير الفضلاوي، أضف إلى ضغوطات معينة مورست على عدد كبير من المدراء بقصد جرهم للشركة ذاتها… و الذي يفضح هذه التعاملات (لكل من أراد العودة للملفات) ان أغلب الفواتير المتعاكسة (les devis contradictoires) التي رست لصالح الفضلاوي تكون موقعة بإسم مكتبته الآفاق و مكتبته الاخرى عمر ثم المكتبة الاخرى التي اخذت القسط الآخر من الكعكة مكتبة النيابة… و على العموم فقصص الفواتير المتعاكسة معروفة للجميع… أضف لهذا ما شاب العملية الملكية هذه السنة من غموض بدخول سماسرة على الخط (نحتفظ باسمائهم) بينهم رجال تعليم يعملون لصالح مكتبة ضد اخرى و كذا موظف بالبنك الشعبي يعمل على الوساطة بين مدراء و مسؤولي شركة ما…ثم ظهور عدد و لو قليل من المدراء الذين يستغلون التفويض الممنوح لهم لشراء الكتب لمدارسهم لإعادة بيع عدد منها مرة اخرى بعد إقصاء بعض التلاميذ من الإستفادة منها و مدراء يستغلون الفرصة لتبضع لوازم دراسية و مجلدات باهضة الثمن لابنائهم و غير ذلك… و لكن اغرب قصة ستكون ما حدث ببني سيدال التي اشرف بها عامل الناظور على إنطلاق الموسم الدراسي و التي سلم فيها بالمناسبة عددا من المحافظ للتلاميذ نزعت منهم مباشرة بعد نهاية الحفل و رحيل عامل الناظور حسب شهود عيان… أخيرا و لان كل ما حدث يثير حاليا نارا تهدد بالإنفجار في أي وقت فإن نائب التعليم محمد البور يدعو و بشكل مستغرب عددا من المكتبات بالناظور للإستفادة من منحة قدرها 40 مليون سنتيم من عمالة الناظور خصصت لدعم مشروع المليون محفظة بالإقليم، إجتماع يقول كتبيون ان الهدف منه ذر الرماد في عيون أصحاب المكتبات بعدما تم تفويت الصفقات الضخمة التي تعد بمئات الملايين لأصحاب النصيب و “الفضل” بينما تدعى باقي المكتبات لتقاسم الفتات… إن مشروع المليون محفظة مشروع ملكي ذو بعد إنساني بدليل مشاركة مؤسسة محمد الخامس للتضامن و من العيب و العار أن يشهد تلاعبات تضرب مصداقيته في الصميم و تطرح علامات التساؤل و التعجب حول المستفيدين الحقيقيين منه و المفترض أن يكونوا التلاميذ الفقراء و اليتامي و المعوزين لا أصحاب الكروش المنتفخة هنا و هناك…