القارئ لمقالات إنياسيو سيبريرو الصحف الإسباني المتخصص في الشؤون المغاربية بيومية «ألباييس» الإسبانية سيعتقد بأن المغرب بلد التخلف والإرهاب والزنازين والانقلابات العسكرية والشيخ المغراوي بفتاويه المثيرة، هذه هي الصورة القاتمة التي يرسمها إنياسيو، الصحفي القادم من إقليم كاستيا، المزداد به سنة 1954. إختار لنفسه أن يكونا صوتا مستفزا لشؤوننا الخاصة والعامة ، ألف كتابه « الجيران المتباعدون » vicinos alejanos فكشف فيه عن أسرار الأزمات الديبلوماسية المغربية الإسبانية ثم وضع تقديما لترجمة كتاب آخر «الملوك» لجون بيير توكوا وبذلك يكون قد كشف عن نواياه الحاقدة على مغرب الانفتاح الإعلامي وهو المعترف بأريحية العمل بالمغرب مقارنة مع بلدان الشرق وشمال إفريقيا. لنتأمل جميعا هذه العناوين : *Los mandos de la Guardia Civil y de la Policía de Melilla, agredidos en Marruecos *El espía marroquí que se codeó con la princesa Máxima *Un tribunal de Salé condena a 45 marroquíes a penas de entre 30 y dos años de cárcel *Un problema informático priva de visado español a 3.000 marroquíes * Rabat pone trabas al nombramiento de un nuevo emisario para el Sáhara *Torturada al pie de los turistas *Marruecos convoca a más de cien imanes afincados en España *Policías marroquíes agreden a un agente español en Melilla *De lo arriesgado que resulta entrar en Marruecos con una manta *Mohamed VI no es equiparable al Barça Será juzgado un miembro de la familia real de Marruecos? عناوين يؤثثها عنف الخطاب من خلال المعجم الموظف والدلالات التي تتناسل لتجعل من مقالات انياسيو متونا لممارسة نوع من العدوان والحقد الذي يكنه لكل ما هو عربي و إسلامي: « هل سيحاكم فرد من عائلة ملك المغرب؟، محمد السادس لا يقارن بالبارصا ، من الخطورة بمكان الدخول إلى المغرب ب «مانطا»، تعذيب أمام مرأى السياح، الأمن المغربي يهاجم ضابطا يشتغل بمليلية ، الرباط تعرقل تعيين مبعوث أممي إلى الصحراء ، القضاء بمحكمة سلا يحاكم 45 مغربيا ب 30 سنة سجنا..... إلخ». هذه هي عناوين إنياسيو لمقالات عمد فيها صاحبها إلى نشر بعض الحقائق يمكن إدراجها في باب التأويل المغلوط أو فقط الغاية بالتشهير بالمغرب. ففي المقالة المخصصة لزهرة بن قدور الطالبة الجامعية المعتقلة بمراكش ، جعل فيها فضاء جامع الفنا فضاء مشيدا فوق دهاليز زنازين التعذيب والاستنطاق، وأن مغرب محمد السادس لا يختلف عن مغرب الحسن الثاني مؤكدا على تراجع حقوق الإنسان بالمغرب. في مقالتيه «قادة من الحرس المدني يتعرضون لاعتداء » و « من الخطورة بمكان الدخول إلى مليلية بمانطا » حاول فيهما رصد مظاهر الرشوة بمعبر بني انصار معتمدا بعض الإحصائيات المقدمة من طرف صحيفة الأيام المغربية ، 90 مليون أورو تقدم رشوة للشرطة والجمارك ، غير أنه ركز كثيرا في المقال الأول على الاعتداء الذي تعرض له قادة الحرس المدني والشرطة وحاول تعميمه ليجعله ظاهرة شاملة يتعرض لها الإسبان ببني أنصار والناظور، غير أن الأمر خلاف ذلك ، فالإسبان بمليلية يقضون معظم أوقات فراغهم بالناظور إما قاصدين مطاعم السمك أو الشواطئ بمختلف تضاريسها أو الغابات لصيد وحوشها ، ولم يسجل أي اعتداء على مر عقود من الزمن . القضاء المغربي لم ينج من انتقادات إنياسيو، رأى في الأحكام الصادرة عن ابتدائية سلا في قضية مزوري الوثائق غيابا للنزاهة واستقلالية القضاء المغربي ، علما بأن الأحكام كانت عادية ، باستثناء مزوري الوثائق ،ولا أعتقد بأن القضاء الإسباني أقل مرونة مع مثل هذه السلوكات المتعلقة بتزوير الوثائق التي تمثل هوية دولة معينة . 10 يناير 2005 يخصص جلالة الملك محمد السادس لقاء صحفيا خاصا لإنياسيو سيمبريرو ومديره الخاص ، وقد كان ذلك أول لقاء صحفي لجلالته وقد أثار حفيظة الصحافة الوطنية . إذا كان إنياسيو قد حضي بشرف لقاء جلالة الملك فإنه لم يكن أهلا لهذا اللقاء لاعتبارات كثيرة منها : * في سياق حديثه عن جلالة الملك غالبا ما يوظف صيغة el rey de marruecos ويتحاشى توظيف صيغة su majestad . * يحاول دائما استحضار لحظات مثيرة وحرجة من تاريخ المغرب الحديث كالانقلابات العسكرية ، تزمامارت ، أحداث ماي بمدريد ، أحداث سدي إفني ..... * حديثه عن مليلية المحتلة ، يجعلها المدينة الفاضلة ، والحرس المدني فيها ملائكة تحرسها من الشر القادم من المغرب وجنوب الصحراء ، ولم يقف ولو لحظة واحدة ليقارب السلوكات العنصرية التي تمارس في حق المغاربة ، والتحرشات الجنسية اليومية في حق نساء المغرب ، والألفاظ النابية والجنسية المؤثثة لخطاب هذه الملائكة. * معظم مقالاته ترسم إطارا جغرافيا للصحراء المغربية إسبانيا أحيانا وصحراويا أحيانا أخرى ، كما يبدي تعاطفا كبيرا مع البوليزاريو ، ويتهم المغرب بعرقلة مسار المفاوضات الأممية حول الصحراء ، وفي إجابته عن سؤال حول مستقبل البوليزريو في علاقته بالمغرب أكد بأنه مستقبل قاتم وأن الحل الجذري يوجد في أيدي الجزائريين . * إلمامه بالإسلام إلمام ضعيف ، يجعله في كثير من الأحيان يصدر أحكاما مجانية وجاهزة على الإسلام والمسلمين كما يربط الإسلام بالإرهاب في مقام حديثه عن الحركات الإسلامية بالشرق وشمال إفريقيا. هذه هي صورة المغرب في أشهر صحيفة إسبانية وبقلم أشهر صحفي مختص في الشؤون المغاربية .