أشرف بلعلي / رئيس نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف عثر نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف مؤخرا في موقع "يليش" التاريخي على عدد مهم من القطع الاثرية /الفخارية القديمة، ذلك خلال خرجة إستكشافية الى قلعة "طوريس" الاثرية والتاريخية، المتواجدة بتراب جماعة آيث بوفراح التي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 55 كيلومترا. اللقى الأثرية/الفخارية التي تم العثور عليها هي عبارة عن أجزاء من أوان فخارية/طينية ، وبقايا عظام ، فضلاً عن 25 قطعة فخار لأواني و أجزاء من جرار مكسورة بأحجام وأشكال وألوان مختلفة، بعضها يحمل نقوشات ورسومات ذات قيمة فنية استثنائية. وقد أمكننا تعقب آثار هاته المعثورات الفخارية، من خلال استنطاق ما تتضمنه بعض الوثائق والمصادر التاريخية التي اهتمت ببلاد الريف في العصر الوسيط من أخبار ومعطيات، لاسيما كتاب "افريقيا" لصاحبه "مارمول كربخال"، الرحال والجغرافي الاسباني عن وصفه لشرم "يليش" ومدينة بادس التاريخية، دليلا يمكن أن يساعدنا في تحديد ومعرفة تاريخها، لاسيما أن ما ذكره يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالميدان الذي وجدت فيه هاته اللقى الاثرية/الطينية، وهو الموقع الذي يقع بالقرب من قلعة "طوريس" الاثرية التي تعني باللغة الاسبانية القلاع أو الابراج، التي بناها البرتغاليين في أعلى الجبل المطل على شاطئ " سبعة ن ثاوورا"، إبان زحفهم على المنطقة سنة 1509-1508. حيث وصف مارمول الموقع الاثري قائلا: [... يليش مدينة صغيرة واقعة على الساحل، أسسها القوط-حسبما يقال- على مسافة فرسخين من بادس في إتجاه الشرق، لها ميناء صغير تلتجئ إليه السفن الكبيرة الذاهبة إلى بادس عندما يهيج البحر ولا يسكنها سوى صيادين يعيشون دائما على تخوف من المسيحيين، ولا يكادون يكتشفون وجود باخرة في البحر إلا فروا إلى الجبل، أو الى غابة قريبة مكسوة بالصنوبر العالي. هم تابعون لبادس، ويقيمون في أكواخ من الاغصان على جانب البحر، أو في منازل رديئة من طين، بحيث لمساكنهم شكلا مغايرا تماما لشكل المدينة ولو أنها تعتبر كذلك... ]. نستشف منه من خلال ما ذكره في كتابه، أن منطقة "يليش" كان لها في الماضي إشعاع وأهمية كبيرة في مجال التجارة الخارجية والنقل البحري، المباشر مع العالم الاخر المسيحي، كما انها كانت مدينة عامرة ومعظم سكانها صيادين [ومعقل للحاخامات البارزين من التجار والصناع اليهود ] يقول أحمد بن شريف في روايته (قلاع طوريس) عن ذات الموقع. وجدير بالذكر، أن نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، سيقوم بمسح شامل للموقع الاثري بعناية سيرا على الاقدام برفقة مهتمين وباحثين في مجال الاثار والتاريخ، قصد تسجيل وجمع ملاحظات تفصيلية دقيقة ومنهجية حول أهمية الموقع الاثري الذي وجدت فيه تلك المعثورات الفخارية، كما أنه سيقوم بعرضها على خبراء ومختصين في الموضوع من أجل أن يقدموا لنا فكرة عن ماهية القطع المكتشفة، ومعرفة مدى قيمتها التاريخية والاثرية. تعليق