أكد السيد امحند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، اليوم الجمعة بالناظور، على ضرورة وضع الآليات الكفيلة بمواكبة الحركية العمرانية المتسارعة التي تعرفها مختلف المجالات الحضرية والقروية بإقليمي الناظور والدريوش، بما يضمن تحقيق التوازن بين هذه المجالات. وأوضح السيد العنصر، خلال ترؤسه أشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور، أنه ينبغي العمل وفق رؤية استباقية للتحكم في وتيرة التمدن، وذلك بغية تحقيق التوازن المنشود بين المناطق السكنية والفضاءات المخصصة لاستقبال مختلف الأنشطة الإنتاجية والتجهيزات العمومية. وسجل الوزير أن إقليمي الناظور والدريوش يعتبران من أهم الأقطاب الحضرية بالمنطقة لما يتوفران عليه من مؤهلات وموارد طبيعية وبشرية من شأنها أن تشكل قاعدة أساسية لتحقيق التنمية، إضافة إلى المشاريع المهيكلة الكبرى المنجزة أو التي في طور الإنجاز والتي ستعزز بدورها الإشعاع الوطني لهذه الأقطاب المؤهلة لأن تشهد في المدى القريب إقلاعا تنمويا حقيقيا، مما يستدعي إرساء رؤية شمولية تحدد أهم الوظائف التي ستلعبها مختلف المكونات المجالية للإقليمين. ودعا الوزير بالمناسبة إلى إيلاء أهمية خاصة للعالم القروي من خلال إيجاد الحلول الكفيلة بضمان التوازن بين الانتظارات المشروعة للساكنة في التوفر على سكن لائق من جهة، وضرورة تفادي البناء المشتت وتوسع الدواوير على حساب الأراضي الفلاحية الخصبة وخلق تجمعات سكنية مفتقدة لشروط العيش الكريم من جهة ثانية. وأشار إلى أن من بين الإكراهات التي يواجهها القطاع عدم ملاءمة الإمكانيات البشرية والمالية المرصودة بالمقارنة مع حركية المجال وديناميته العمرانية، وقلة مكاتب الدراسات المختصة مع صعوبة استقطابها، وتعقد الإجراءات والمساطر المتعلقة بتتبع مختلف مراحل الدراسات المرتبطة بوثائق التعمير ومختلف الدراسات القطاعية والعامة ، فضلا عن تزايد حجم المجالات المأهولة والتي تتطلب التغطية بوثائق التعمير. وذكر الوزير بأن البرنامج الحكومي في شقه المتعلق بقطاع التعمير راهن على الارتقاء بأدوار الوكالات الحضرية بما يكفل تحقيق الأهداف الكبرى للاستراتيجية الحكومية وتنفيذ البرامج والأوراش التي من شأنها الرفع من القدرة الاستقطابية للتجمعات العمرانية وضمان تنافسيتها وإشعاعها وتحسين إطار العيش بها. من جانبه، قدم مدير الوكالة الحضرية للناظور هشام الخراساني عرضا حول أنشطة الوكالة خلال سنة 2013 وبرنامج العمل للسنة الجارية، أشار فيه على الخصوص إلى أن معدل التغطية بوثائق التعمير بلغ 82 في المائة بإقليم الناظور و72 في المائة بإقليم الدريوش، فضلا عن تحقيق 100 في المائة من التغطية بالصور الجوية لمجموع تراب الإقليمين. وتركزت باقي المداخلات خلال الاجتماع، الذي حضره على الخصوص والي الجهة الشرقية محمد مهيدية وعاملا الناظور والدريوش على التوالي مصطفى العطار وجمال خلوق ورؤساء المجالس المنتخبة، حول ضرورة تمكين الوكالة الحضرية من الوسائل المالية والبشرية الضرورية حتى يتسنى لها الاضطلاع بدورها على أحسن وجه، فضلا عن المطالبة بالتغطية الشاملة للإقليمين بوثائق التعمير وتسوية وضعية العقار بالمنطقة، وتبسيط مساطر الحصول على رخص البناء. تعليق