محمد العزاوي 42 سنة المعروف ب "موحى" نزح مع والده من قرية أكروز التابعة لجماعة ملاعب دائرة كلميمةإقليمالرشيدية إلى الناظور ثم إلى دار الكبداني منها إلى قرية أركمان سنة 1988 وهو في عمر الزهور ولكن جرّاء الظروف المعيشية زج به والده في العمل وصار يتوجب عليه أن يعود إليه كل مساء ومعه ( ثمن طعامه) كما يقول له والده وعندما لا يعود ومعه نقود يتعرض للضرب المبرح. اختفى الأب وبقي مع جدته بعد عودته للرشيدية ليجد أمه قد توفيت و"والده" قد تزوج ليبقى لأعوام معدودة في حضن جدته التي قامت بدورها بتسليمه إلى عمه لأنها ليست مجبرة على تربية طفل هرب والده منه وكذا نظرا لتقدمها في السن وقسوة زوجة الأب ليعود مرة أخرى لأركمان حيث يستقر في خربة ويتغذى على طعام يعافه حتى الحيوان وقلما يأكل وجبة نقية مما يجود به الناس عليه.. ليعيش متشردا يستغل من طرف ضعاف النفوس في الأشغال الشاقة السليبة لكرامة الإنسان يحلم بأنه ذات يوم ستتحسن وضعيته أو على الأقل تتحسن ولو جزئيا.. قد تتغير أكيد بدعمنا لمثل حالته ولو بلباس مستعمل يقيه قساوة البرد وقساوة الظروف وأنانية المجتمع.. سياسة التفقير نتج عنها أزمة حادة أدت إلى ظهور حالات كثيرة مما ذكرناها في مواضيع عدة فنجد أناسا فقدوا أهاليهم وآخرين تخلى عنهم أهاليهم وتراهم يسوحون في الشوارع ضائعين يبحثون عن لمسة حنان ولقمة خبز وهنا يبرز دور الجمعيات الخيرية ودور الدولة وغيرهم مناشدين إياهم الأخذ بيد هذه الفئات من مجتمعنا وما أكثرها..إنها حالة من جملة حالات نراها يومياً أشخاص دون أهل وفي المقابل آخرين نبذهم أهلهم ليجدوا أنفسهم في متاهة التشرد ..