[email protected] الشعب المغربي وعبر الزمن، ضل دوما شعب الكرم والجود تجاه أشقائه، والداعم لقضاياه وخاصة الدول المغاربية والجزائر على وجه الخصوص، التي حصلت على استقلالها بدعم جوهري من المقاومة بالمغرب، وبوقفة رجل واحد معها في سبيل الانعتاق والحرية، لان حينها كان رجالات المقاومة والشعب الجزائري بأكمله يتكلم لغة واحدة هي الاستقلال ويتنفس حلما واحدا هو الحرية الشيء نفسه هو ذاك الذي كان يشغل بال أشقائهم في المغرب، مما جعل همهم يجمع شملهم... بعدما انعتقت الأمم المغاربية من الاستعمار، دخلت مرحلة البناء والتشييد، فأسندت مهام تسيير شؤون شعوبها لساسة اعتبروا آنذاك عباقرة زمانهم، فبادروا إلى إحياء وحدتهم أثناء فترة المقاومة من اجل الاستقلال، إيمانا بضرورة الاتحاد بعدما أعطى أكله أيام الاحتلال، فكان أن أعلن عن اتحاد المغرب العربي بطنجة في خطوة تاريخية أدهشت أوربا بل والعالم، كون منطقة جنوب المتوسط بغناها الطبيعي ومواردها الطاقية والموقع الاستراتيجي تجعلها تكتلا يقام ويقعد له بين باقي التكتلات الأخرى في أركان العالم الأربعة. الحال المغاربي لم يقوى على البقاء موحدا، آليات عمل الاتحاد المغاربي أجهضت، ساسة الدول تباينت أهدافهم وأصبحت النيات تسبح في ظلام دامس لتهيئ لانغلاق تام لعمل الاتحاد الذي خنق في مهده. هذا المآل لم يكن ليحدث لو لم تكن هناك نيات سيئة من احد الأطراف أو اغلبها، فالجزائر مثلا، ما فتأت تعامل المغرب كعدو أول منذ عهد ﴿بومدين﴾ إلى يومنا هذا في عهد ﴿بوتفليقة﴾، هذا الأخير الذي ترعرع على ارض المغرب ولقن العلم على أيدي مغاربة في مدارس وجدة وقاسمهم المأكل والمشرب بل وحتى المبيت، فأكرموه أخا وابنا لما يكنه أهل الشرق والمغاربة عموما لأشقائهم الجزائريين من ود وكرم وحسن استقبال. فمعظم الأسر “الوجدية” لا تخلو من تواجد احد أقارب لها أو احد أبنائها أو بناتها متزوجا بالجزائر والعكس صحيح. عهد بومدين كان البداية القوية للحقد والضغينة تجاه الجار المغرب، فحينها شردت العائلات المغربية المقيمة بالجزائر، وسلب التجار من أصل مغربي ممتلكاتهم وطرد كل من تصله علاقة بمغربي على أراضيه في إظهار جبان لقمة الحقد والكراهية. وفاة بومدين لم تكن نهاية حقبة الضغينة تجاه الجار “المزعج”، فقد لاح في الأفق الوريث بوتفليقة والذي أقسم وهو يودع بومدين وأمام نعشه، أن عهد بومدين لم يرحل، هذه كانت رسالة عهد بوتفليقة تجاه التعامل الأتي مع الجار الغير المرغوب فيه، وبذلك دشن سياسته واقسم على الوفاء لها. لم يكتفي بوتفليقة بالجهر بحقده للمغرب بل ويجعل قضية تشويه سمعة المغرب ومعاكسة مساعيه في إحياء الاتحاد المغاربي إحدى المهام الأساسية للدولة الجزائرية، فمرورا بإنشاء وتغذية مدرسة تفريخ الانفصاليين ماديا وعسكريا، يتعمد النظام الجزائري جرح مشاعر المغاربة في تصرفات لامسؤولة، بدأا برفض فتح الحدود البرية بين الشعبين الشقيقين، جرح مشاعر المغاربة في بتر النشيد الوطني خلال مباريات في كرة القدم، إرغام الدويلات الإفريقية على الاعتراف بوهم إنشاء دولة جنوب المغرب عبر استفادتها من تفضيلات أسعار البترول واستغلال فقرها رغم أن معظم هذه المسماة بالدول في حاجة إلى من يعترف بها كدول قائمة بذاتها من قبيل تنزانيا، إثيوبيا وليسوطو، واخرى دويلات ترى بالمجهر فقط كلاووس، غرينادا وغويانا. وأخيرا الهلوسة والغضب جراء الدعم الدولي للوحدة الترابية للمغرب. فقد صدق الشاعر حين يقول : إن أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا