[email protected] تعتبر الصفعة التي تلقاها السيد بوش من أقوى الصفعات السياسية والادبية والمعنوية في تاريخ السياسة والدبلوماسية المعاصرة وهي أقوى بلاغةّ من لغة الرصاص والقنابل وأسلحة الدمار الشامل. صفعة ليست موجهة إلى الرئيس بوش بقدر ما هي موجهة إلى السياسة الأمريكية الامبريالية والاروبيه وأذيالها في العالم والمنطقة... ...صفعة قد تجبر مهندسي وصانعي السياسة في المطبخ الأمريكي إلى إعادة النظر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وان تكون قائمة على احترام إرادة الشعوب والعلاقات مبنية على المصالح المشتركة. لقد أثلج السيد منتظر الزيدي قلوب الملايين من المواطنين العرب والعجم واشفى غليل الكثيرين ممن تحاملوا على السياسة الرعناء للولايات المتحدة تلك السياسة التي استباحة حرمات الدول ونهبت ثرواتها ودمرت مؤسساتها وقتلت مئات الآلاف من المواطنين وحولت الملايين إلى لاجئين يقفون على أعتاب هيئة الأممالمتحدة. نعم لقد دخل حذاء الزيدي التاريخ من أوسع أبوابه وسيسجل هذه الصفعة بحروف من ذهب وسيتحول هذا الحذاء الى رمز من رموز الحرية الحمراء والثورة على الظلم والاضطهاد والقمع ورمز من رموز حركات التحرر في المستقبل . وقد تشفي هذه الصفعة غليل الثكالى والأطفال اليتامى والمحرومين والمشردين والمهجرين ,قد تعيد جزءا من الكرامة العربية المسلوبة او تحرك النخوة قي نظام عربي فقد عروبته ورجولته منذ زمن طويل. ماذا كان يعتقد الرئيس بوش من العراقيين أن يستقبلوه؟ هل ينثروا عليه الورد واليراحين؟ من دمر دولة بمؤسساتها وحل الجيش وقسم العراق إلى كنتونات طائفية وأثار النعرات الطائفية والدينية والعرقية ونهب ثروات البلاد وقتل مليون ونصف عراقي وعدد اللاجئين تجاوز الأربع ملايين وعشرات الآلاف من المفقودين وأكثر من عشرين ألف معتقل، والتضخّم المالي20%، وارتفعت نِسبة البطالة إلى أكثر من 50%، ووصلت معدّلات الفقر إلى مستويات قياسية تجاوزت نسبة ال 60%. والكلفة الاقتصادية لحرب العراق زادت على تريليوني دولار. نعم هذا هو العراق اليوم الذي أراده الرئيس بوش واحة للديمقراطية في الشرق الأوسط الجديد وهذه هي نتائج الفوضى الخلاقة التي أرادها سيادته ونشر ثقافتها في المنطقة. لقد قطف السيد بوش ثمار سياسة إدارته العتيدة في الولاياتالمتحدة بسقوطه وسقوط حزبه المخزي في الانتخابات الأخيرة وفوز اوباما وانهيار الاقتصاد الأمريكي والعالمي بشكل لم يشهد له التاريخ نظيرا حتى في الحرب العالمية الثانية واليوم جاء إلى العراق سرا وتحت جنح الظلام ليقطف ثمار سياسته في العراق فبعد دخوله العراق وهو يمتطي دبابة أمريكية خرج من العراق بصفعة حذاء عراقي. اعتقد ان بوش كان بحاجة ماسة إلى هذه الصفعة قبل مغادرته البيت الأبيض لكي تذكرة بسياسته الخرقاء وما جلبه على نفسه وعلى الولاياتالمتحدة والعالم بأسرة من ويلات وحروب ستعاني منها المنطقة والعالم زمن طويل