من منطلق أن التجهيزات الأساسية من طرقات وكهرباء و ماء وبنيات تحتية ، التي تعتبر نتاجا لعمل الدولة لتيسير التنقل وضمان وسائل الراحة والعيش الكريم للمواطنين ، وبالنظر لما أنفقته الدولة من ميزانية ضخمة لإنشاء العديد من الأوراش الكبرى أغلبها تمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، التي يقوم عليها تقدم وتنمية المنطقة ، نجد بعضها عادة ما تتوقف ومن تم تتعرض للضياع و الإتلاف ، ويبقى الخاسر الأكبر الساكنة و الاقتصاد الوطني …. ، وهنا نفتح قوسا كبيرا يهم الطريق الربطة بين جماعة أولاد داوود الزخانين و رأس الماء إقليمالناظور ، من الطرق الإستراتيجية ، و بين هاتين النقطتين (دوار أولاد احمد أو موسى ، أولاد المهلهل ، بريات ، بني أوكيل، ….) تعيش الساكنة عزلة شديدة.. فمدينة زايو كذلك تحتاج إلى منفذ بحري لمواجهة الحرارة المفرطة ، التي تعرفها هذه المنطقة خاصة في فصل الصيف ، ولعل شاطئ رأس الماء هو السبيل الوحيد لفك هذه العزلة …. كما أن شاطئ رأس الماء ، يحتاج هو الآخر إلى روح سياحي يعد المصدر الرئيسي لساكنة هذه المنطقة ، خصوصا بعد استنزاف الثروة السمكية دون حسيب و لا رقيب ، ناهيك عن مواطنينا القاطنين بالخارج الذين ينتمون لهذه المناطق و يحتاجون لمتنفس بحري ، و مع هذا كله ما زال فك العزلة يعرف بطئ كبير في أشغال إصلاح هذه الطريق ، خصوصا على مستوى جماعة أولاد داود الزخانين ،علما أن هذه الطريق تم إنجازها من طرف المستعمر الإسباني إلا أنها تآكلت بفعل العوامل الطبيعية ولم تعرف سوى بعض الترقيعات الجزئية،و لاننكر أنه تم إنجاز بعض القناطر، إلا أن تأخر استكمال الأشغال بها سيسبب لا محالة في تآكل أجزءا منها فتصبح مهددة بالسقوط … حتى أنه تم هجرها من طرف مستعملي الطريق وأصبحت في ملكية المهربين و العصابات الإجرامية،وعادة ما تكون هذه الطريق الضيقة التي تعج بالمنعرجات الخطيرة مسرحا للعديد من حوادث السير المميتة ، لكن بعد أن ابتدأت الأشغال والتي انتظرها المواطنين لأزيد من نصف قرن من الزمن ، و جاءت تلبية لمطالب ملحة للسكان المنطقة ، وضنت أن كابوس الطريق ذهب إلى الأبد ، سرعان ما عرفت الأشغال بطئ كبير حتى لا نقول توقف ، مما زاد في معاناة الساكنة التي تشكو من عزلة تامة……. أضف إلى ذلك أن مياه نهر ملوية التي تذهب هباء منثورا إلى البحر ، رغم احتياج الساكنة لهذه المياه ، لسقي أراضي المنطقة الشاسعة ، التي تشكو كذلك من عدم توفر المنطقة على سدود ثلية و قنطرة بين جماعة أولاد داود الزخانين و منطقة أكليم الفلاحية ، لتستفيد هذه الأخيرة بالخدمات الفلاحية التي هي أمس الحاجة إليها ، لتوفير نقل اليد العاملة ، التي تعاني أصلا من البطالة …… و حتى تلعب المنطقة التي كانت مهمشة لسنين دورها كاملا ، على المستوى الفلاحي و السياحي و الاقتصادي ، وكل ما له ارتباط بالطريق ، تبقى الساكنة و المنطقة برمتها ، في انتظار قد لا يعرف نهاية، ويبقى الخاسر الأكبر هو الاقتصاد الوطني ، الذي هو محروم من خدمات هذه المنطقة برمتها ، ويعقد سكان المنطقة و السياح المغاربة و الأجانب آمالا كبيرا على هذه الطريق لإنعاش الجانب السياحي خاصة وأن المنطقة تزخر بمختلف أنواع الوحيش…. لذا فإن الساكنة تناشد الضمائر الحية والغيورة على هذا الوطن التحرك لإتمام الأشغال بهذه الطريق العجوز ….