ألقت مصالح الأمن المغربي أخيرا، وفي فترات متباعدة القبض على أشخاص ينتمون إلى أوساط دينية متشددة. وقال بيان صدر أمس عن وزارة الداخلية المغربية «إن العملية الاستباقية التي قامت بها مصالح الأمن، تمت مع قرب فترة نهاية العام الجاري، ومكنت من اعتقال خمسة ناشطين تابعين للتنظيم الديني المتشدد «السلفية الجهادية»، وذلك بمدينة بركان( شرق المغرب)، كانوا يستعدون للقيام بتداريب على السلاح، بغية تنفيذ أعمال سطو على مصارف للاستحواذ على الأموال لاقتناء الأسلحة النارية». وأضاف بيان الداخلية المغربية أن «العملية أسفرت عن إلقاء القبض على أشخاص في مدن مغربية أخرى كان مبحوثا عنهم في إطار قضايا تتعلق بالارهاب، وتم تقديمهم الى العدالة». ولم يعط البيان توضيحات اخرى بخصوص أسماء المعتقلين، ومهنهم، والاهداف التي كانوا يستهدفونها. الى ذلك، قالت مصادر ل«الشرق الأوسط» إن عدد المعتقلين ربما يتجاوز خمسة أشخاص، موضحا ان المعتقلين كانوا يتدربون على استعمال السلاح الأبيض، في إحدى غابات مدينة بركان( شرق المغرب)، قصد السطو على مصارف بمدينة الناضور (شمال المغرب)، كونها المدينة الثانية من حيث إيداع الودائع المصرفية. وأضافت المصادر أن المعتقلين يتزعمهم شخص يدعى ع. ب، وهو بائع متجول، متحدر من مدينة الناضور. الى ذلك، قال عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير، المدافعة عن المعتقلين على خلفية قضايا الارهاب: «إن أسرا مغربية زارت مقر جمعتيه، وتحدثت عن اختطاف شمل بعضا من أفراد أسرهم»، مؤكدا أن جمعية النصير راسلت وزارة الداخلية، والعدل، والمنظمات الحقوقية بشأن «مصير المختفين» عن ذوويهم ومراكز الاعتقال التي يوجدون بها. وأكد مهتاد أن الأجهزة الأمنية احترمت مدة الاعتقال الاحتياطي، معربا عن أمله أن تحترم ذات الأجهزة قانون المسطرة( الإجراءات) الجنائية، وذلك بأخذ إذن من الادعاء العام لإلقاء القبض على المشتبه فيه، وإخبار أسرته، والكشف عن مكان الاعتقال. وكان شكيب بن موسى، وزير الداخلية المغربي، أكد في لجنة الداخلية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان) الشهر الماضي، أن بلاده مهددة من قبل جماعات إرهابية داخل وخارج المغرب، وأن مصالح الأمن المغربية تلاحق المشتبه في تورطهم بالارهاب، فيما اعتقلت مصالح الأمن البلجيكية أشخاصا من دول المغرب العربي، بينهم مغاربة. ويأتي هذا التطور في وقت تواترت فيه انباء صحافية عن فتح حوار بين السلطات المغربية وشيوخ السلفية الجهادية المعتقلين، ما يشير الى تعثر الحوار بين الطرفين، وهو ما بدا واضحا في العفو الذي أصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس على عدد من السجناء، بمناسبة عيد الأضحى، اذ خلت لائحة العفو من أسماء منتمية الى «السلفية الجهادية