شيئ مثير للسخرية و للحسرة في آن واحد، هو ذلك الذي سينتاب كل واحد و هو يشاهد الشيخ موسى بين دجاجه و بهائمه في قمة جبل إكوناف يحاول تبييض وجه التراكتور بعفويته التي لم تفلح التعليمات و المساحيق في إخفائها.. الشيخ موسى الذي يكرر أن همه هو البندير و “كيلو ن وغروم” يعود به إلى منزله قرأ على من يريد الإستماع نكتة سخيفة تقول بأنه أثناء دعوته آلاف الجماهير للتصويت على حزب الأصالة و المعاصرة من على منصة المهرجان المتوسطي لم يكن يقصد الحزب بل الأصالة كمصطلح أدبي و المعاصرة كمفهوم إنساني… و تصوروا معي كيف أجبر بعض الناس شخصا يقول أن حياته هي البندير و الخبز على تقمص شخصية المثقف لمقارعة الجماهير بالمفاهيم الفلسفية… على العموم فإن من لقن الشيخ موسى هذه الكلمات نسي أن آلاف الأشخاص كانوا ينصتون إليه و هو يكرر هذا الكلام على المنصة و يزيد عليها “الله ينصر الهمة” و كأن الهمة ملك جديد لم نسمع عنه شيئا هنا في الناظور… الشيخ موسى في الحقيقة ليس سوى ضحية “أغروم” كما يقول هو نفسه و لا أظن مسؤولي التراكتور و ما أكثرهم في كواليس مهرجان الناظور قد لقنوه هذه الكلمات فهي لن تأتيهم بصوت و لن تذهب بآخر و لكنه و بعفويته المعهودة و حين وجد أن كل من تحلقوا حوله أثناء صعوده للمنصة تراكتوريون فكر في “التبريح” لهم كما يفعل في الأعراس دون أن يدري أن بعض السياسة لا يبرح لها… إن هدف بعض التراكتوريين الحقيقي داخل المهرجان هو القبض على خيوط اللعبة الفنية و الثقافية بالناظور باستعمال أموال الدولة و تبرعات الأعيان التي جمعها العامل الحسيمي…و بالتالي مراكمة العلاقات و ايجاد موطأ قدم في الساحة الثقافية للإستفادة منها سياسيا فيما بعد، كما ايصال رسالة واضحة لكل رجال الثقافة و الفن و الإعلام أن الباب الجديدة التي تؤدي لمنصات الناظور إبتداء من 2010 هي باب التراكتور… و لكن و لحد الآن فإن الطاقات الحية للمدينة تمكنت و بشكل كبير من فضح خلفيات و مساوئ و أخطاء المهرجان التراكتوري حتى أضحى بنظر العديد من المهتمين خرقة مهلهلة بالية تملأها الثقوب و هي كذلك و لم تم التلويح بها كل ليلة امام 100 ألف متفرج… أما الشيخ موسى الذي أستدعي على عجل لنزع فتيل دخول محتمل لأحزاب اليسار على جبهة المهرجان فلا يمثل سوى فشلا آخر مثيرا للسخرية حول من وضعهم التراكتور اليوم فوق المنصة ليأكل الثوم بفمهم…