في كل مدن العالم حتى المتخلف منها، هناك أشخاص بحكم المهنة أو الفضول، يدونون التاريخ و يعرضونه على الرأي العام ليستخلص العبرسعيا وراء عدم تكرار الاخطاء و الجودة في المستقبل… إلا في الناظور، و المقصود هنا أن هناك في الناظور أشخاص يدونون التاريخ الحقيقي بكواليسه و أسراره لكنهم لغرض في نفس يعقوب لا ينشرونه بين الناس فيعرضون الجميع لحضور المهازل من جديد… و مهرجان الناظور المتوسطي ليس إلا حلقة واحدة من مسلسل من الاخطاء المتكررة التي يعيشها الناظور منذ سنوات، أخطاء بنيت على إستغفال الناس لغرض في نفس الحاكم بأمره و من يدور في فلكه لا أكثر… و لعل أكبر خطأ بني عليه هذا المهرجان فبطل ما بني فوقه، هي كذبة إقصاء الامازيغية و ما تلاها من إنسحابات و تعويض جار بمجرور و فاعل بمفعول به… و الحقيقة التي لا يعلمها إلا قلة ممن عملوا على هذا المشروع شهورا أن الامازيغية لم تكن سوى قميص عثمان الذي كان لعبة ذكية (و غبية في نفس الآن…) رمى بها الحاكم بين أعضاء مؤسسة المهرجان الاولى ليشتت شملهم و يسهل بعثرة أوراقهم إستكمالا لسيناريو تم التحضير له قبل ذلك… و هنا وقف الجميع باحثين عما جرى، هل قرار عامل الناظور بنسف الجمعية الاولى و خلق أخرى على المقاس نابع من قناعاته الشخصية؟ هل هي إصلاح متأخر لخطأ ساذج؟ هل تدخلت هواتف معينة لتغيير هوية ربابنة السفينة و قبطانتهم؟ أم أن سمير الليل فعل فعلته كالعادة؟؟؟ الجواب يحتاج هنا للعودة أسابيع للوراء و بالضبط مباشرة بعد إنتخاب ليلى أحكيم رئيسة لمؤسسة المهرجان و هو إنتخاب لا علاقة له بكفائتها بقدر ما كان وسيلة سياسية ترضي جميع الاطراف الفاعلة و الحاضرة في المؤسسة… إنتخاب تلاه تحرك محموم من طرف سيدة امينة على حزب جرار، تحرك أعاد للذاكرة الصراع السياسي الذي جمعها بأحكيم حول منصب وكالة اللائحة في الإنتخابات و لأن النساء لا ينسين بسرعة عداواتهن كحال أغلب الرجال فإن معركة الهواتف و التدخلات و اللقاءات و دعوات العشاء و سمر الليل إستمرت اياما و أسابيعا لا تتوقف و لا ترتاح يوما أو ليلة… و في غفلة من الزمن و بتجييش الحجج و البراهين السياسية و استحضار الإستراتيجيات الإنتخابية و صداقات الزمن الجميل، إنتهت المعركة بأن دهس التراكتور أحكيم ورمى بها و من والاها من كرسي حكم المهرجان إلى غياهب المعارضة و العرائض… أخيرا و بعد بحث و تقص شديدين لم نكن لنجد في الحاج غوغل أي سابقة للموضوع في أي مكان في العالم، و لكننا تأكدنا في كل مرة أن “كيد النسا” يفوز كل مرة على “الرجال” حين يكونون على شاكلتنا … الله ينجينا و ينجيكم… و للحديث بقية..