يبدو أن ملف مرضى السرطان بالريف سيدخل محطة جديدة، حيث انخرطت أكثر من هيئة مدنية بالمنطقة في صياغة مراسلة ستوجه إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران للانكباب على ملف المصابين بهذا المرض القاتل. مصادر مطلعة كشفت ل« اليوم24» أن هناك أكثر من 4 هيئات تستعد لتوجيه مراسلة موحدة إلى رئيس الحكومة، خاصة بعد تزايد عدد المصابين وضعف البنية التحتية لاستقبالهم بمستشفى الأنكولوجيا بالحسيمة، الوحدة الاستشفائية الوحيدة بالمنطقة. وأضافت المصادر ذاتها أن الرسالة ستحث بنكيران على تبني ملف الغازات السامة التي قصفت بها منطقة الريف من قبل الاستعمار الإسباني بشكل رسمي، وجعله من الأولويات في الحوار بين المغرب وإسبانيا، على اعتبار أن القصف الذي وقع في عشرينيات القرن الماضي من الأسباب الرئيسة لتفشي المرض بالريف. وقالت المصادر ذاتها إنه «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع»، ففي الوقت الذي يزداد مرضى السرطان سنة بعد أخرى، «تقف الحكومة المغربية متفرجة على الوضع، ولا تكلف نفسها حتى الزيادة في البنية التحتية الاستشفائية لاستيعاب المزيد من المرضى»، قبل أن تؤكد المصادر ذاتها أن من بين المطالب التي سترفع في الرسالة المذكورة، فتح المزيد من المستشفيات المتخصصة في أمراض السرطان بالريف. وعما إذا كانت الرسالة ستتطرق إلى مسألة مطالبة الدولة الإسبانية بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية في الريف، كشف المصدر ذاته أن الرسالة في الحقيقة «ستطالب الدولتين المغربية والإسبانية بالاعتذار إلى الريفيين»، فمن جهة «إسبانيا مسؤولة عن تنفيذها لجريمة ضد الإنسانية بقصف المنطقة بالغازات السامة»، ومن جهة أخرى «الدولة المغربية همشت المنطقة، ولم تسع إلى ضمان حقوق المصابين بالسرطان». وعن مطالبة إسبانيا بالتعويض المادي، قالت المصادر نفسها إن التطرق إلى تلك المسألة مستبعد في الوقت الراهن، على اعتبار أن الأمر يتجاوز التعويض المادي. تجدر الإشارة إلى أن بعض التقديرات تشير إلى أن 90 في المائة من المصابين بسرطان الحنجرة والأنف ينحدرون من منطقة الريف، وكان العديد من النشطاء المنحدرين من المنطقة قد دقوا ناقوس الخطر لإيجاد حل لهذا العدد الكبير من المرضى الذين تعوزهم في الغالب الإمكانيات لولوج الخدمات الصحية.