تضرر أزيد من ثلاثة آلاف مغربي، وعدد المتضررين يتزايد بالمئات تعرض النظام المعلوماتي الجديد للقنصليات الإسبانية بالمغرب للانهيار الكامل، مسببا تجميدا تاما في عمليات إصدار التأشيرات للراغبين فيها من المواطنين المغاربة منذ الخامس من الشهر الجاري. وقد عجزت القنصليات السبع الموجودة في المغرب بسبب ذلك، من استصدار أزيد من ثلاثة آلاف تأشيرة لمواطنين مغاربة ملفاتهم جاهزة وبحوزتهم مواعيد محددة لتسلم تأشيراتهم. وتسبب انهيار النظام المعلوماتي في تعطيل مصالح مستعجلة لمواطنين وتأخير أخرى حيث تعذر على عدد منهم الالتزام بالمواعيد الطبية الطارئة، علاوة على إلغاء محاضرات في جامعات إسبانية بسبب هذا المشكل كما خسر مواطنون آخرون قيمة حجوزاتهم من تذاكر الطائرة والإقامة، فضلا عن معاناة مواطنين قادمين من مدن تبعد بمئات الكيلومترات عن المدن المحتضنة لمقار القنصليات الإسبانية. ورغم ذلك، لا يزال المواطنون المغاربة يتدفقون على القنصليات الاسبانية بالمغرب من دون أن تعمل السفارة أو القنصليات على إصدار بلاغ أو أي شيء من شأنه إخبار المواطنين بتعذر استصدار التأشيرات. ونقلت صحيفة “إلباييس”، حالة مواطن مغربي يدعى إدريس، كان قد حدد موعدا مع عيادة طبية مختصة في مدينة مالقة ليوم الاثنين الماضي، لكنه لم يتمكن من التنقل لتعثر تشغيل النظام الجديد. وتماثلت هذه الحالة مع وضع أحمد، فقد كان من المفترض أن يلقي هذا الأخير محاضرة في برشلونة لكنه عجز عن ركوب الطائرة من مطار الدارالبيضاء كما كان مقررا، وفقد قيمة التذكرة. خوان وهيلينا وهما زوجان ينحدران من إقليم كاتالونيا، كانا قد تبنيا طفلا مغربيا، غير أن رغبتهما في قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزلهما بإسبانيا لم تتحقق، وما يزالان ينتظران في أحد الفنادق إصلاح النظام المتعثر حتى يتمكنا من السفر مع طفلهما الجديد. وقد أحصى المصدر ذاته، تضرر أزيد من ثلاثة آلاف مغربي بسبب تعطل النظام الجديد، وعجز القنصليات السبع الاسبانية من إصدار التأشيرات منذ أزيد من أسبوع لحد الساعة. ويتزايد عدد المتضررين بشكل يومي بالمئات. ومن بين المتضررين من قطع أزيد من ستمائة كيلومتر من العيون حتى أكادير لكونهم حاصلين سلفا على موعد صادر من القنصلية من أجل استصدار تأشيرتهم، لكنهم يفاجئون بأن وثائقهم غير جاهزة. وفسرت القنصلية الاسبانية بأكادير للمواطنين المغاربة المتضررين بأن حصولهم على وثائقهم مؤكد لكنهم لم يحددوا تاريخ ذلك. والأسوأ أن القنصليات العامة الاسبانية في المغرب رفضت في مقابل ذلك، تجديد مواعيد المواطنين المغاربة، مكتفين بالقول بأن القنصلية سوف تتصل بالمواطنين في وقت لاحق من أجل تحديد موعد جديد. وحاولت “بيان اليوم” أخذ رأي القنصليات وتتبع تطورات إصلاح النظام الجديد، غير أن الهواتف الأربعة المسجلة باسم القنصلية العامة بالدارالبيضاء توجد خارج التغطية، فيما أرقام هواتف السفارة الإسبانية بالرباط المسجلة في موقعها الالكتروني تبين بكونها أرقاما غير مسجلة باسم مشترك معين، بحيث يرد المجيب الآلي لاتصالات المغرب بأنه لا يوجد أي مشترك بالرقم الذي تطلبونه. وفيما لا تزال القنصليات الإسبانية بالمغرب لحدود اليوم لم تعلن عن تاريخ محدد للشروع من جديد في إصدار التأشيرات، فإن طوابير المواطنين المغاربة لازالت تتدفق لحدود الساعة على القنصلية العامة بالدارالبيضاء، كونهم يجهلون تعطل النظام المعلوماتي فيها بسبب القصور واللامبالاة في التواصل لدى قنصلية الدارالبيضاء التي تصدر 250 تأشيرة سفر يوميا حسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن القنصلية نفسها. باستثناء مصلحة الاتصال الخارجية الاسبانية التي أقرت بفشل النظام الجديد في العمل، غير أنها أكدت في المقابل، بأن النظام سيستعيد قوته بالتدريج. ويعود المشكل إلى قيام وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية بتغير النظام المعلوماتي الخاص باستصدار التأشيرات في 3 و4 نوفمبر الجاري، لكن النظام لم يعمل في اليوم الخامس من الشهر نفسه كما كان مقررا لتغلق القنصليات أبوابها من دون حتى تعليق بيان على الحائط أو دفع الموظفين لتفسير التأخير أو إلغاء المواعيد للمواطنين المغاربة. ويشار إلى أن القنصليات الاسبانية السبع الموجودة في المغرب بمدن الدارالبيضاء والرباط وطنجة والعرائيش وتطوان والناظور وأكادير تصدر سنويا 146000 تأشيرة سفر، ولم يكن المغرب البلد الوحيد المتضرر من تعطل النظام المعلوماتي الجديد، بل تضرر حتى مسافرون توقفوا لمدد زمنية متفاوتة في مدريد أو برشلونة قبل متابعة السفر لبلدان أوروبية أخرى.