تعد مؤسسة عمر بن عبد العزيز بوكسان تحفة تاريخية أنشأها الإسبان مع بداية الخمسينات لتعزز بها وجودها الاستعماري في منطقة الريف ،وبعد الاستقلال تحولت إلى مدرسة نظامية تخرج منها العديد من الأطر صالوا وجالوا في معاهد العالم ، يكفيها فخرا أن أبناءها اقتحموا وكالة النازا وجامعة أكسفورد وشغلوا أسمى المناصب في الدولة المغربية . شاءت الأقدار أن تعيش البلدة أكبر مؤامرة إجرامية في حق منجم سيفريف ، فتم تخريبه وسرقته وبيع ممتلكاته في صفقة مشبوهة استفاد منها مجموعهة من المشبوهين شاءت الأقدار أن يتحولوا إلى أثرياء غادروا البلاد وتجنسوا بجنسيات مختلفة . من هنا بدأ العد العكسي لهذه المؤسسة التعليمية فنالها التخريب والتهميش، وفي الوقت الذي استبشر السكان خيرا ، فوجيء الرأي العام بتفويت المشروع بطريقة مشبوهة ، فالمقاول ألأصلي فوت المشروع إلى مقاول لا يمتلك الوسائل الضرورية لإعادة بناء هذه التحفة التاريخية ، فكيف يعقل لمقاول سلمت له صفقة إصلاح سطح المؤسسة بآجور القرميد الخالص ، أن يطوف في الجهة للبحث عن خردة مشابهة مليئة بزق الطيور والطفيليات ليعيد تنظيفها في منظر يوحي بعقلية كارثية قد تأتي على ما تبقى من المؤسسة ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المقاول عرى المؤسسة عندما نزع جزءا من سطحها الغربي ، فخربت الأمطار الغزيرة جميع الأقسام المتآكلة وأتت على كل ما بداخل المؤسسة ، ولم يبق إلا ذلك البيانو الذي تركه الإسبان يبكي حظه ، ويلعن هذا الزمن الذي تركه عرضة للإتلاف. مرة أخرى نحمل المسؤولية لمصلحة البنايات بوزارة التربية الوطنية بالناظور ونطلب من السيد النائب توقيف هذه المهزلة حفاظا على المال العام ، علما بأن أغلب الإصلاحات التي تمت، فضحتها الأمطار الأخيرة ، فما وقع في الفطواكي والثانوية الجديدة ، وداخلية عبد الكريم الخطابي ومكاتب النيابة وغيرها من المؤسسات تؤشر على فساد هذه المصلحة . وتجدر الإشارة أن مؤسسات المجتمع المدني بالمنطقة باشرت في مراسلة السلطات الإقليمية والمركزية والمجلس الأعلى للحسابات قصد فتح تحقيق نزيه قبل فوات الأوان.