ساكنة دواوير أفليون ولهدارة ونواحيها على مستوى جماعة أركمان ،لم يهدأ لها بال بمجرد أن علمت بنبأ إنجاز محطة تصفية مياه الواد الحار في فضاء قريب جدا من منازلهم،وكان أول ظهور للساكنة هو الوقفة السلمية التي نفذتها اليوم الأحد بمكان المشروع حيث يعتزم المواطنون التصدي لهذه المحطة، بالطرق السلمية، وتحميل الجهات المعنية مسؤولياتها، عبر حوارات، ورسائل، وأسئلة كتابية وشفوية.. المصارف العشوائية بأركمان عديدة لذا سيتم تجميعها وقذفها بذات المحطة والتي إن اعتبرها سكان أركمان المركز وتعاونية الفتح والشاطئ نعمة إلا أنها بالنسبة لسكان فليون ونواحيها اعتبروها نقمة بعدما تبين أن التلوث الذي يفرون منه يلاحقهم والذي من شأنه أن يؤثر على صحتهم إذ حبذا لو تم إبعادها شيئا ما عن الساكنة المتضررين الذين أكدوا في تصريح لأريفينو أنهم لو علموا أن المشروع سيقام، لفكروا ألف مرة ومرة، قبل أن يتخذوا قرار شراء بقع أرضية بعشرات الملايين من السنتيمات بذات المنطقة التي تعرف تجمعا سكنيا مهما . وإذا كانت محطة معالجة المياه العادمة بأركمان قد يمكن القول أنه محتمل أنها ابتدأت بضرباتها القاتلة من العمق فإن الضحايا على سطح الأرض فتحوا الصدر رحبا لأمراض مختلفة تستمد قوتها من الروائح الكريهة. بعض المتضررين قالوا إن الترويج للمشروع في بداية الأمر انطلق بالحديث عن توفير فرص الشغل وتنمية المنطقة ولكن الواقع في نظرهم أثبت العكس بحيث يفكر ما تبقى من المغلوبين على أمرهم في المغادرة قبل حلول الكارثة البيئية التي بدأت على حد قولهم بالفعل . تجمع سكاني على مقربة من دوار"رجا فالله" بدوره يأخذ نصيبه من جحيم المحطة بعامل القرب الذي حوله إلى هدف استراتيجي لهجومات الرائحة الكريهة التي حولت المدشر إلى مرحاض كبير يجمع بين نقيضين المخلفات البشرية والإستنشاق الإجباري ..معظمهم عائلات فقيرة سقطوا في ساحة معركة غير متكافئة لا مكان فيها لحمل الراية البيضاء أو الإستسلام الذي يطرح المهزومين من بني أدم أمام خيارين أحلاهما مر : تقبل الوضع أو الرحيل . عموما فبعد أن أعياهم الإحتجاج والمطالبة بإيجاد حل يحفظ صحتهم إضافة إلى مشكل غياب الإنارة عن بعض المنازل وحسب التصريحات للعديد منهم لم يتبق لهم سوى الرحيل عن المساكن التي عاشوا فيها أجمل فترات حياتهم بحلوها ومرها .. سكان أفليون والنواحي وجدوا أنفسهم أمام "مستعمر "جديد يهددهم بالطرد من بيوتهم يوما بعد يوم منذ إنشاء محطة معالجة المياه العادمة ..التلوث هو الشبح الأكثر إثارة للخوف في دواوير المنطقة حيث الهواء غزته روائح كريهة تقض مضاجع الشيوخ والأطفال وتحبس أنفاسهم حد الإختناق.