حلت عناصر تابعة للفرقة الوطنية للضابطة القضائية ضيفا على مدينة السعيدية، وسط الأسبوع الذي ودعناه، وتندرج هذه الزيارة في إطار مهمة تفكيك عصابة إجرامية تنشط في مجال ترويج حبوب الهلوسة "القرقوبي" بعدة مدن بالجهة الشرقية ،ويتخذون من مدينة السعيدية قلعة استراتيجية لتنفيذ مخططاتهم. وحسب مصادر أمنية فالعملية تمت بتنسيق مع عناصر من الضابطة القضائية لأمن بركان، بعدما توصلت الفرقة الوطنية في وقت سابق بمعلومات مفادها وجود شبكة خطيرة متخصصة في ترويج حبوب الهلوسة »القرقوبي» التي يتم تهريبها عبر الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، إضافة إلى بيع بعض الأقراص المنشطة المحظورة التي يتم استقدامها من بعض بلدان الاتحاد و الأوروبي عن طريق مدينة مليلية المحتلة و الناظور. وأسفرت العملية عن اعتقال 14 شخصا بينت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية أنهم يتحدرون من مدن الدارالبيضاء، وجدة، الناظور، بركان إضافة إلى مدينة السعيدية وتتراوح أعمارهم مابين 20 و35 سنة، كما أسفر هذا التدخل عن حجز ومصادرة أكثر من 2000 قرص مهلوس، ليتم اقتياد جميع الموقوفين نحو مخفر شرطة بركان ووضعهم تحت الحراسة النظرية قبل إحالتهم على أنظار النيابة العامة باستئنافية وجدة على مراحل. وفي سياق آخر كشفت مصادر أخرى لجريدة »الأحداث المغربية»، أنه من المرجح أن تكون للعصابة الإجرامية التي تم تفكيكها علاقة وصلة بشبكات دولية للاتجار في المخدرات بكل أنواعها وأصنافها، بما فيها حبوب الهلوسة التي تبقى السوق الجزائرية المزود الرئيسي من هذه السموم التي تعرف ظاهرة استهلاكها وتناولها انتشارا واسعا في أوساط الشباب المغربي، وساهمت عدة معطيات في ترجيح هذه الفرضية لكون مدينة السعيدية تعتبر محطة استراتيجية لقربها من واجهتين حدوديتين شرقا الجزائر وشمالا مدينة مليلية المحتلة إضافة إلى استقطابها لعدد كبير من الزوار خلال الموسم الصيفي يقارب المليون زائر يحلون ضيوفا على المدينة من أجل الاصطياف والاستمتاع بشاطئها الجميل والدافئ، الأمر الذي حولها إلى سوق مهمة لترويج المخدرات بكل أنواعها وأصنافها.