دَكَّ يَدُكُّ دَكّاً.. من سنة إلى أخرى، وكلما توالت السنون إتسعت رقعة الدكِّ أكثر فأكثر من السنة الماضية. كيف لا؟ وهو المهرجان المتوسطي الذي يدكّ ملايين السنتيمات سنة تلو سنة في الناظور بعد ما أضحى يسمى في قاموس منظميه ومؤيديه على أنه من الأولويات حتى تُبَذر عليه من أموال الناظوريين خاصة و الشعب المغربي عامة، فعلى حسب مؤسسي " الأطروحة " يعتبر المهرجان أنجع وسيلة لتسويق صورة المدينة لدى العالم، لكونه مشروعا إجتماعيا وثقافيا وإقتصاديا بالدرجة الأولى، و الأهم من ذلك فهو يُعَرف العالم الخارجي على عاداتنا وتقاليدنا، وآثار معالمنا التاريخية التي أضحت وبكل بساطة مخزنة بإحكام في ألبومات للصور أو مبنية على شكل قرية ريفية نموذجية قرب شاطئ سيذي عري، لتكون عَبَّارة يُنقل عليها أحفادنا من عصر لآخر وقت ما شاؤوا الإحتكاك بتاريخ أجدادهم… ( والفاهم يفهم ). ههههه، لا شك أن نظرية الإستحمار المعاصرة أخذت تنمو و تزدهر وتحقق مكاسب قياسية (…)، عكس سابقاتها من النظريات. كيف لا؟ وهي القائلة ذات يوم: " أن المهرجانات مجرد أداة تستخدم للترويح عن النفس، ويستخدمها الإنسان من أجل التعبير عن نفسه وكيانه و و و…". ففي الوقت الذي تواجه به مطالب الفئات المستضعفة من المواطنين بالتجاهل والتسويف والتعلل بالإكراهات وقلة ذات اليد وإرتفاع أسعار المحروقات وغيرها من المبررات الجاهزة، وتواجه أفواج المعطلين بالهراوات والإهانات المختلفة، نجد بموازاة كل ذلك غياب ترشيد ما هو موجود من الموارد والأموال في مجالات شتى من نواحي إنفاق المال العام، وليس آخرها إهدار المال في مهرجانات يطبع معظمها الهزال والتحلل من القيم وقصد التمييع وإلهاء الناس ولو لبعض الوقت عن واقعهم المرير. وإن كان ولا بد منه فلِما لا يكون مهرجانا " حقيقيا " يعكس الحس الجماعي بالقضية الجماعية، أو بالهم الجماعي أو بالإهتمام الجماعي…