وسط ساحة لاكورنيش مدينة الناظور، عمد معطلو التنظيم المحلي زوال أمس البارحة، إلى إشعال شرارة شكل نضاليّ متوّج بمسيرة حاشدة في اتجاه عمالة الإقليم، أجمع بشأنه كلّ الحاضرين على أنه نوعيّ ومتميز من حيث استقطابه لتعاطف الجماهير، مؤازراً ببعض التشكيلات السياسية التي بصمت بنجاح على حضور وازن، ممثلة في أشخاص منضوين تحت لوائها، كجمعية حقوق الإنسان وممثلين عن باقي فروع التنسيق الإقليمي للمعطلين، كتنظيم ولاد ستوت، وكذا طلبة ينتمون لمختلف التيارات والحساسيات من داخل الحرم الجامعي. جاءت الوقفة التنديدية التي لقيت لدى الجماهير تجاوباً وتفاعلاً كبيرين، في سياق الاحتجاج على تماطل وتسويف السلطات المحلية بخصوص تنفيذ الوعود التي سبق مراراً للمسئولين بالإقليم تعهّد المعطلين بإحقاقها خلال حوارات مراطونية أقعدت الاثنين معاً، في أوقات سابقة، إلى طاولة التفاوض، من أجل التوّصل إلى مخرج قانوني لإيجاد صيغة ترقيعية أنجع لتسوية وضعية الفئة الحاملة للشهادات، إسوة بمناطق بعينها سعى القائمون على شأنها المحلي، إلى تظافر جهودهم بغية إلحاق معطليها بأسلاك الوظيفة العمومية على اعتبار أن ذلك حقاً دستورياً، عبر تطبيق ما يصطلح عليه بتخريجة "الكوطا" ضمن مباريات جماعاتها البلدية، كإقليم الدريوش خلال السنة الفارطة، والأقاليم الجنوبية التي يتّم توظيف أبنائها بالمئات خلال السنة الجارية، هذا فضلا عن اعتزام الحكومة تعداد أفواج الخريجين المجازين ضمن جرد حسابي، في أفق تشغيلهم في المقبل من الأيام، وفق ما ترددته مؤخراً أصداء وسائل الإعلام الوطنية، في ظل غياب أي تصريح رسمي للحكومة بالنفي، يدلي أحد المعطلين. وحسب إفادات مصادر متطابقة، فان الحوارات الموصوفة بالعقيمة بين طرفي النقيض، انطلقت قبل زهاء سنتين، وتحديداً إبان موجة الحراك الشعبي التي عمّت شوارع المملكة بقيادة حركة ال 20 من فبراير، إلا أن من بوسعهم التعجيل بتفعيل الوعود الرامية لحل أزمة المعطلين بالناظور يتلكئون عن ذلك، ما يطرح أكثر من علامة استفهام كبرى، تردف ذات المصادر. وفي أعقاب ذلك، لوّح عضو المكتب التنفيذي أنور التانوتي ضمن كلمة ختامية، بتصعيد الأشكال النضالية، متوّعداً بصيف احتجاجي ساخن على إيقاع صدح الحناجر، في حال عدم إحقاق مطالبهم العادلة والمشروعة، كما حذّر في الآن ذاته من مغبة استمرار تجاهل ملفهم المطلبي.