مكلفون بمراقبة سواحل الشمال يواجهون تهم مساعدة وحماية المهربين وكشف بيانات تهدد أمن الدولة كشفت تحقيقات أمنية أجرتها فرقة الشرطة القضائية بالناظور حول تورط عناصر أمنية مكلفة بمراقبة السواحل الشمالية في أنشطة التهريب الدولي للمخدرات حقائق وصفت ب«المدوية» و«الخطيرة». ووفق مصادر «الصباح»، فقد أسفرت الأبحاث الأولية بخصوص هذه القضية عن إيقاف ستة متورطين مدنيين أمر قاضي التحقيق باستئنافية الناظور، أول أمس (السبت)، بإيداعهم السجن المحلي، بعد متابعتهم بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات، والإرشاء والارتشاء والمشاركة، فيما وضعت زوجة أحد المهربين رهن المراقبة القضائية . من جهة أخرى، يواجه الموقوفون ضمن المجموعة الأولى من المكلفين بمراقبة السواحل تهما ثقيلة، تتعلق بمساعدة وحماية أفراد شبكة تهريب المخدرات مقابل رشاو، وستتم إحالتهم قريبا على مديرية العدل العسكري من أجل متابعتهم بالمنسوب إليهم. وأحيطت التحريات التي امتدت لعدة أسابيع بسرية تامة بغرض تجميع المعطيات والقرائن الملموسة على تورط المعنيين بالأمر، وكشف امتدادات الشبكة ونوعية الروابط التي جمعت بارونات كبار بعناصر أجهزة أمنية مختلفة مقابل تسهيل عمليات التهريب الدولي للمخدرات. على ضوء ذلك، من المقرر أن تسقط التحقيقات المتواصلة رؤوسا كبيرة في أجهزة أمنية بالمنطقة، خصوصا أن تتبع خيوط الشبكة كشف استفادة المهربين من حماية ودعم لوجيستيكي مباشر من أجل تسهيل عمليات انطلاق القوارب المحملة بالحشيش دون اعتراضها من قبل وحدات البحرية الملكية والدرك البحري والقوات المساعدة. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «الصباح»، قادت الأبحاث بخصوص نشاط هذه الشبكة، الأسبوع الماضي، إلى إيقاف عنصر في البحرية الملكية بازغنغان متلبسا بحيازة حوالي 25 مليونا حصل عليها عن طريق الارتشاء، وباشر المحققون تحريات إضافية مكنت من إيقاف بقية أفراد مجموعته، إلى جانب مجموعة من المتورطين المدنيين. وأكدت المصادر ذاتها أن الموقوفين قدموا معطيات دقيقة حول نشاط شبكات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من السواحل الشمالية، وأقروا بأنهم كانوا يتعاملون مع مكلفين بمراقبة السواحل مقابل توفير الحماية للقوارب المحملة بالمخدرات. وكشفت الأبحاث ذاتها أن المتورطين من العناصر الأمنية سهلوا مهام مافيا التهريب الدولي للمخدرات، ووفروا لأفرادها بيانات تدخل في باب السر المهني من شأنها تهديد الأمن الداخلي. من جهة أخرى، أظهرت معطيات التحقيق أن المهربين ربطوا اتصالات لمدد طويلة ببعض العناصر الأمنية، تسلم خلالها أفراد المجموعة الأولى الموقوفة بشكل منتظم رشاوي بمبالغ مالية مهمة مقابل تأمين نقل أطنان من المخدرات إلى الضفة الجنوبية. في السياق ذاته، حصل المحققون، خلال أطوار البحث، على حجج وقرائن ملموسة استخدمت في مواجهة العناصر الأمنية المتورطة، وحددوا لائحة بأسماء بارونات كبار وموظفين في أجهزة أمنية برتب مختلفة وفروا الحماية لهم. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) العنوان من اقتراح اريفينو