في زمن المساواة مع المرأة، وبفعل تقلبات الظروف التي صاحبت هذه المساواة، والتي ادت الى تغير بعض القوانين والتشريعات التي عززت موقع المرأة ودورها في المجتمع على حساب سلطة السي السيد الرجل ..وبسبب هذا التغير، بدأت تطفو على السطح ظاهرة جديدة لم تكن مألوفة من قبل لدى المجتمع المغربي المحافظ، الا وهي ظاهرة عنف نون النسوة ضد الرجل. وهذه الظاهرة هي ظاهرة لا يمكن إنكارها، لأن واقع الملفات القضائية التي تشهدها أروقة محاكم البلد بين الفينة وأخرى شاهدة على هذا الواقع الجديد الذي لازال المجتمع المغربي يتكتم ويسكت عنه لأسباب كثيرة ترتبط بتركيبة هذا المجتمع الذكوري الذي لازال لايتقبل فكرة عنف المرأة ضد الرجل.ولأن الجهر بحقيقة هذا النوع من العنف يعد في نظر المجتمع المغربي الذكوري فضيحة من فضائح عصر رجال آخر الزمن كما يعتقد الكثير. فالعنف دائما هو عنف الرجل ضد المرأة كما تم تكريسة في المخيلة الجماعية للمجتمع عبر التنشئة الاجتماعية وليس العكس. وقد ساهمت وسائل الاعلام وجمعيات نسائية مسترجلة بشكل مبالغ فيه للترويج للعنف الذي هو العنف الذكوري والسكوت بالمقابل عن عنف نون النسوة وجنوحها الذي قطع اشواطا طويلة في دنيا الشر والانحراف..وبعيدا عن بلدنا المغرب ، وإذا القينا نظرة بسيطة الى بعض الدول التي لها الجرأة واعترفت بجنوح نون النسوة وممارستها العنف ضد الرجل وأخرجت هذه الظاهرة الى دائرة الضوء والمناقشة العامة، نرى ان هذه الدول صارت تسطر لعنف المرأة كل يوم أغرب الحوادث والقصص التي لم تكن معروفة من قبل.ويمكن لنا ان نحدد بعض أسباب هذا العنف الذي لاندعي إمكانية الالمام بكافة اسبابه ودوافعه بسبب قلة وندرة البحوث التي اهتمت بهذا المجال في بلدنا المحافظ إلى مايلي : -ضعف شخصية الزوج المعنف مما يجعله يترك زمام الأمور والمهام الأسرية من بيت وأطفال بيد الزوجة المتسلطة وتنقلب الادوار وتعتقد الزوجة انها شغلت مكان الرجل. -زوجة عانت من قساوة العنف في طفولتها ويأتي عنفها على الزوج كرد فعل على العنف الممارس ضدها. -دخول المرأة الى ميدان العمل وتحقيق استقلالها المادي وزواجها بزوج عاطل يعتمد عليها ماديا في مجتمع تكون فيه القوامة للرجل ،مما يدفع بالزوج المغبون الى تقبل العنف الممارس عليه لأنها امرأة بفلوسها .. -أن يكون الزوج المعنف ضحية للعنف في طفولته وامام غياب علاج نفسي لهذا الخلل يرى ان تعنيف الزوجة له أمرا طبيعيا ومعتادا.. -كبر السن والبرود الجنسي وعدم التكافوء بين الزوجين، كل هذه الأسباب تولد الإحباط عند الزوجة والعجز عند الزوج مما يترتب عليه ممارسة العنف ضد الزوج وتقبله.. أما نوع العنف الذي تمارسه المرأة على الرجل فهواشكال متعددة ، تتراوح بين اكثر انواعه ضراوة والمتمثلة في القتل والضرب والحرق مرورا بشتى انواع الشتم والإهانة وصولا الى أبسط أنواعه الخفية الخطيرة جدا المتمثلة في ممارسة عليه شتى انواع السحر والشعوذة لتركيعه بطرق خرافية تعتقد المرأة انها ناجعة استنادا الى نصائح الدجالين والسحرة والمشعوذين ذوي الخبرة في الميدان ..كأن تقتني منهم أعشابا سامة تدسها للزوج المخدوع في مشروب يؤدي به مفعولها الكيميائي الى فقدانه لتوازنه النفسي وتستغل هذا الخلل للركوب عليه وتوجيهه وفق وجهة تحقق لها مصالحها الذاتية الخاصة على حساب صحته البدنية والعقلية.. عامة، لايمكن القول ان العنف ضد الرجل هو عنف جسدي فقط، فكون الرجل يتمتع ببنية فيزيولوجية قوية تجعله يتصدى للعنف الفيزيقي للمرأة، فإن هذه الاخيرة كرد فعل ،غالبا ما تلتجىء الى انواع شتى من العنف أشد مكرا ودهاء من الضرب كالسحروالصمت والتجاهل والإهمال والهجر وكل مايحب..إلخ. عنف نون النسوة على الرجل ببلدنا واقع جديد لاينبغي إنكاره،ويكفي هنا اننا قد اثرنا مثل هذا الموضوع للنقاش. ولا أدعي في إطار هذه المحاولة البسيطية، وفي إطار مقالة متواضعة كهاته، إمكانية الاحاطة بكافة جوانب هذا الموضوع الشائك، لأنه موضوع يستدعي تعمق النقاش. ويستدعي تدخل ذوي الاختصاص في مجالات مختلفة للإحاطة بهذه الظاهرة الجديدة التي تغزو مجتمعنا،والتي لازال العديد من الناس يتسترون عليها، مما يحول دون تحديد الاسباب الحقيقية والموضوعية التي تقف وراء هذه الظاهرة الشاذة التي ينبغي دراستها دراسة معمقة لإيجاد حلول ناجعة لها .