شهدت العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال العامين الماضيين، فترات توتر عدة، زادت حدتها بعد اتهامات وجهت إلى الرباط بالتجسس على مسؤولين فرنسيين، بالإضافة إلى مسألة التأشيرات وقضية الصحراء، التي تعد من أبرز الخلافات بين البلدين. وتسببت سياسة التقارب التي انتهجها ماكرون مع الجزائر، التي قطعت العلاقات مع المغرب في 2021، إلى تعميق حدة الخلافات بين الطرفين، والتي وصلت إلى تجميد زيارات مسؤولي البلدين وحدوث فراغ دبلوماسي، بعد تكليف سفير المملكة بباريس بمهام أخرى. وظلت العلاقات الثنائية بين شذ وجذب إلى تاريخ تعيين سميرة سيطايل سفيرة جديدة لدى باريس، واستقبال جلالة الملك محمد السادس، لعدد من السفراء الأجانب، كان من بينهم سفير فرنسا الجديد لدى الرباط، لتلوح بذلك إشارات عن قرب انفراجة في العلاقات الصامتة، بعد سنتين من التوتر بين البلدين. اقرأ أيضا... * فاكهة مغربية محششة تتجول بين الدول الأوروبية؟ * عصابة اسبانية تلجأ الى المغرب؟ * صورة الملك الجديدة بالذكاء الصناعي؟ * سماسرة الحديد يستعمرون المستشفيات المغربية؟ وفي سياق عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، واستمرارية علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، تم بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، اليوم الإثنين استقبال صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء لمأدبة غداء بقصر الإليزي، بدعوة من السيدة بريجيت ماكرون. وتؤشر هذه الزيارة على نهاية الأزمة الصامتة بين البلدين بشكل رسمي، فهل تمهد زيارة الأميرات للإليزيه لاعتراف فرنسي تاريخي بمغربية الصحراء؟، التي اعتبرها جلالة الملك في خطاب غشت 2022، "النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم"، معتبراً في السياق نفسه أنه "المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات