في خطوة مفاجئة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث أعلن أن باريس ستتخذ مسارا جديدا في علاقاتها مع المغرب ولعل أبرز تغيير سيكون هو موقف الأولى في قضية الصحراء المغربية، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي ونقلا عن "ويست فرانس" الفرنسية، وأيضا "فرانكفورتر تسايتونج" الألمانية، و"غازيتا ويبوركزا" البولندية، فإن إيمانويل ماكرون وعن طريق وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني أشار إلى أن بلاده تطمح لإصلاح علاقاتها مع المغرب. ولعل موقف فرنسا هذا جعل الجزائر تخرج عن صمتها وأجابت عن طريق يومية "الخبر"، الجزائرية وقالت "إن وزير الخرجية يضع العلاقات الفرنسية الجزائرية على كف عفريت، مبرزة أن تصريحات ستيفان سيجورني هذه يمكن أن تؤدي لانتكاسة جديدة. وأبرز المصدر ذاته أن موقف فرنسا الذي يتجاهل فيه ضغوط المغرب للاعتراف بسيادة الرباط على الأراضي الصحراوية، يعتبر واحد من الأسباب التي ساهمت في عدم توتر العلاقات بين الجزائروفرنسا، لكن أي خطوة خاطئة على حد تعبيرهم من هذه الأخيرة يمكن أن تؤدي الى انتكاسة وعودة العلاقات لبداياتها. واعتبر محللون دوليون أن خطوة الجزائر هذه بمثابة "انذار استباقي وتحذير مباشر لباريس" للتفكير قبل اتخاذ أي خطوة تروم لاتخاذ موقف كالذي اتخذته مدريد، التي أعلنت عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. وتبني فرنسا لموقع دعم الحكم الذاتي للمغرب على أراضيه الصحراوية، لتنظم بذلك لاسبانيا وألمانيا هولندا وبلجيكا واللوكسمبورغ والنمسا والبرتغال، دليل على إقبار الطرح الانفصالي داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن تم حسمه من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. اقرأ أيضا... * أخبار سيئة للمغاربة عن فيزا شنغن 2024؟ * مغربي يروع النساء في اسبانيا ؟ * سفيان أمرابط يستعد للرحيل الى؟ * يومان جديدان بدون زواج في المغرب؟ وكان وزير الخارجية الفرنسي الجديد قد كشف في مقابلة نشرت السبت إنه سيعمل "شخصيا" على تحقيق التقارب بين فرنسا والمغرب بعدما شهدت العلاقات توترا في السنوات الأخيرة. وصر ح ستيفان سيجورنيه لصحيفة "وست فرانس" اليومية "لقد أجرينا عدة اتصالات (مع المغاربة) منذ تعييني" في 12 يناير. وشدد على أن "رئيس الجمهورية طلب مني الاستثمار شخصيا في العلاقة الفرنسية المغربية وأيضا كتابة فصل جديد في علاقتنا. وسألتزم بذلك". كما أكد أن فرنسا "كانت دائما على الموعد، حتى في ما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل الصحراء الغربية، حيث أصبح دعم فرنسا الواضح والمستمر لخطة الحكم الذاتي المغربي حقيقة واقعة منذ عام 2007". وتابع سيجورنيه "نضيف أن الوقت حان للمضي قدما"، مؤكدا "سأبذل قصارى جهدي في الأسابيع والأشهر المقبلة للتقريب بين فرنسا والمغرب" وذلك "مع احترام المغاربة". وتخللت العامين الماضيين توترات قوية للغاية بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة. ومن أبرز أسباب التوتر سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التقارب مع الجزائر، في حين قطعت الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط عام 2021.