هولندا – وتصلنا الأخبار من هناك... وأخيرا ، تشجير وتهيئة ساحة مسجد المدينة.. حكاية ساحة صار اسمها "فوضى". كان من الفترض ان تكون من اجمل الساحات في المدينة.. لما لها من بعدٍ ديني وتاريخي.. ولما لها من موقع استراتيجي وسط المدينة..فضلا عن أهمية المكان الذي يحيط بها، التجارية والاقتصادية..هو موطن الحركة التجارية بالمدينة ومعبرا نحو مختلف مفاصلها . فعلا ، يبدوا المشهد غريبا واستثنائيا وأقرب للخيال، ساحة مسجد ، تتوسطها أعلى صومعة بالمدينة ، تحيط بها محكمة ومستشفى وإدارات، وخلفها أقدم معهد للتعليم الاصيل بالمدينة ..تتحول الى ملاذا للمنحرفين والمشردين والسكارى و بائعات الهوى والكلاب الضالة...والنفايات.. وأنا وإن كنت اتحدث عن الساحة فانا اقصد كل الساحات المحيطة بالمسجد الامامية منها والخلفية.! هي أعوام مضت بخريفها وبصيفها وشتائها...كل الفصول...مضت ... وأمامي انتحرت ساحات المدينة إلى العدم ..وتعثرت في خطوها كل الاعشاب قافلة... أسئلة كثيرة تخالجني وأحاسيس كثيرة ترتابني، ولكنني أعجز عن تفسيرها والكثير منا كذلك.. وبعد كل هذه الاسئلة جلست أخاطب نفسا هي بداخلي وسألت: هل كان صعباً أن ننظف الساحات وأن نسير فيها...وأن لا يظل خلفها سياجها ...هل كان صعباً أن نلّوح بالحياة لتختفي الاوساخ .. آه..كم كان صعباً أن تكون ساحات مساجد مدينتي شبراً...وملاذا للمنحرفين والمشردين والسكارى والكلاب الضالة.. هي حكاية ساحة المسيرة بالناظور ،ساحة بجوار مسجد للا امنة المعروف لدى عامة اهل الناظور بمسجد الحاج المصطفى. هل كان صعبا على المسؤولين الذين تعاقبوا على تولي مسؤولية تدبير الشأن العام في المدينة والذين زاروا الساحة والمناطق المحيطة بها، أن يروا تلك الفوضى العارمة التي كانت تملآ المكان، وهم يتفاجئون باستغلالها من طرف العشرات من الفراشة و محتلي الملك العمومي الذين استوطنوا المكان لسنوات دون مراعاة لحرمة المسجد و لا للإدارات الحساسة بالمنطقة ... هل كان صعبا أن يشرف هؤلاء على حملات لإخلاء الساحة...واقصد هنا الحملات الجادة والمجدية وليس تلك التي بنوايا أخرى... والتي ما أن تهدأ حتى تعود أسراب الباعة والمشردين والسكارى و العاهرات لتتخذ الساحة مراكز لهم لممارسة نشاطهم . هذا ناهيك عن البضائع الغير الصالحة التي تباع بالمكان و كذا المواد الغير الصالحة للاستعمال التي تباع هناك و التي غالبا ما تكون منتهية الصلاحية . اليوم ، وأخيرا...تصلنا الأخبار من هناك... تشجير وتهيئة ساحة مسجد المدينة ... نتمنى أن تكون هذه الخطوة جادة ومجدية وليس بنوايا أخرى... وعلى المسؤولين في المدينة أن يتبنوا سياسات جدية لإظهار حسن النية لحل هذه المسألة.. فأعوام كثيرة مضت بخريفها وبصيفها وشتائها...كل الفصول...مضت ... وأمامنا كانت تنتحر ساحات المدينة إلى العدم ..وتتعثر في خطوها كل الاعشاب قافلة... فهل كان صعبا خلال كل هذه السنوات التي مضت أن تبقى ساحات المسجد الامامية منها والخلفية ، تنبض بالحياة التي تستحقها. !