كاميرات عالية الدقة ستوسع مجال المراقبة ليشمل أجزاء واسعة داخل تراب الجماعات القريبة تشرع الداخلية الإسبانية، قريبا، في تثبيت نظام متطور لمراقبة كل التحركات على الحدود الفاصلة بين مليلية والمناطق المحاذية لها في التراب المغربي. ووفق معلومات حصلت عليها “الصباح”، فإن النظام الجديد يتمثل في وضع 42 كاميرا ذات دقة عالية على طول الحدود البرية، مزودة بوسائل رؤية ليلية وأجهزة لكشف ورصد تحركات الأجسام البشرية عن طريق حرارة الجسم والذبذبات، كما تفرق بين عبور الأشخاص والحيوانات وتحدد بسرعة فائقة مكان العبور وطبيعة الأشياء العابرة للحدود. وتتماشى هذه المبادرة، حسب تقارير أمنية، مع الرغبة في الحد من تسلل المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بعد الارتفاع الكبير في عدد محاولات اقتحام الأسلاك الشائكة في المدة الأخيرة ونجاح المئات منهم في دخول مليلية بالقوة. وتبلغ قيمة إنجاز هذه التجهيزات التي عهدت وزارة الداخلية الإسبانية إنجازها إلى شركة “كوبرا انتستالاثيون أي سربيثيوس” 511 ألف أورو، وسيسمح نظام المراقبة الإلكتروني الجديد بتثبيت الكاميرات على علو مرتفع، ما سيمكن من توسيع مجال المراقبة لتشمل مسافات أبعد داخل المناطق المحاذية للحدود، مع إمكانية التحكم في دوران الكاميرا بزاوية 360 درجة حول محورها لالتقاط الصور وإرسالها على الفور إلى وحدة تحكم مركزية. وأشارت معطيات “الصباح” إلى أن هذا النظام سيتيح مراقبة أجزاء واسعة داخل تراب الجماعات القريبة من الحدود، وبإمكانه رصد المرتفعات الجبلية التي يحتمي بها المهاجرون السريون. وتعتبر السلطات الإسبانية هذه التجهيزات الحديثة خطوة مهمة في محاربة الهجرة السرية وحماية استقرار مليلية، وتخفيف الضغط على أجهزتها الأمنية العاملة في الحدود. ويتضمن المخطط العملياتي الجديد تزويد نظام المراقبة الإلكترونية بكاميرات استشعار حرارية يمكنها رصد الدخلاء بالقرب من الحدود حتى في حالة الظلام الدامس. وأوضحت مصادر “الصباح” ان الداخلية الإسبانية تسعى كذلك إلى تعزيز إدارة مراقبة الكاميرات من خلال تزويد وحدة التحكم المركزية في القيادة العامة للحرس المدني بشاشات من الحجم الكبير، إذ من المقرر أن ترتفع سعة الكاميرات المتحكم فيها إلى حدود 9999 بدل 106 الموجودة حاليا، مع ربطها بأجهزة استشعار تسلل الأجسام عبر الحدود. وكانت السلطات المحلية بمليلية وجهت، في وقت سابق، مراسلات عاجلة إلى الحكومة المركزية تحثها فيها على تزويدها بالوسائل البشرية واللوجستيكية لتعزيز وجودها الأمني حول السياج الحدودي، بعد تنامي عمليات اقتحامها من قبل المهاجرين الأفارقة وتمكن المئات منهم من اجتياز الحدود. وأشار مسؤولون أمنيون بمليلية إلى أن هذه الموجة غير المسبوقة للمهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، القادمين عبر مدينة وجدة انطلاقا من الحدود الجزائرية، تشكل قلقا بالغا للسلطات الأمنية والمصالح الأخرى، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها الجانب المغربي في مجال محاربة الهجرة السرية من خلال وجود قواته العسكرية بمحاذاة الحدود والحملات التي يباشرها لإيقاف المهاجرين في المنطقة. من جهته، أنشأ الجيش المغربي منطقة عسكرية على امتداد السياج الحدودي تضم نقطا ثابتة وأخرى متحركة، كما شرعت السلطات، أخيرا، في تشييد منشآت إضافية للمراقبة ولإقامة الجنود، تتويجا لسلسلة من اتفاقيات التعاون بين المغرب واسبانيا في مجال التصدي للهجرة السرية، سيما المتعلق منها بمنع اقتحام المهاجرين الأفارقة للسياج الحدودي.