مشرع بلقصيري.. توقيف شخص بحوزته 922 قرصا مخدرا من بينها 522 قرص مهلوس من نوع "إكستازي" و400 قرص مخدر من نوع "ريفوتريل"    أخنوش: الحكومة تواصل تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية إصلاح التعليم بمسؤولية    الناظور.. الأمن يوقف شخصين يشتبه في تورطهما في ترويج المخدرات وتنظيم الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والاختطاف والاحتجاز والنصب والاحتيال    المهرجان الدولي للسينما بدبلن يحتفي بالسينما المغربية    عبور البضائع بين الناظور ومليلية بلا موعد جديد بعد مرور 16 يومًا على أول عملية    اتحاد طنجة ينفي يوجد تزوير في مستحقات لاعبه السابق يوسف بنعلي    أزمة قانونية تتسبب في توقيف عملية التصويت على تعديلات قانون الإضراب بمجلس المستشارين    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الإنخفاض    بوريطة يجدد التأكيد على الموقف الثابت للمملكة في دعمها لمجلس القيادة الرئاسي كسلطة شرعية في الجمهورية اليمنية    وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني يؤكد حرص حكومة بلاده على تحقيق السلام في البلاد    مؤجلا الجولة 19 من الدوري الاحترافي الأول .. نهضة بركان يسرع خطاه نحو التتويج الأول والرجاء يواصل نزيف النقط    "اختراق إسرائيلي" يستهدف "واتساب"    وقفات بالمدن المغربية تضامنا مع الفلسطينيين ومواطنون يؤدون صلاة الغائب على قادة المقاومة    "النجم الشعبي" يستحق التنويه..    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    غياب لقاح "المينانجيت" يهدد بحرمان العديد من المغاربة من أداء العمرة    الملك محمد السادس يعزي ترامب    وفاة الناشط السابق أسامة الخليفي    فتح معبر رفح بين غزة ومصر السبت    موثقة لعقود "إسكوبار الصحراء" وبعيوي ترتبك أمام محكمة الاستئناف    122 حالة إصابة بداء الحصبة بالسجون    المهدي بنعطية يعلق على قرار إيقافه لثلاثة أشهر    شبيبة الاتحاد الاشتراكي في فرنسا ترفض استمرار لشكر لولاية رابعة وتتهمه بتسليم الحزب ل"المفسدين"    "الكاف" يكشف موعد قرعة ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية    يوعابد ل"برلمان.كوم": الحالة الجوية بالمملكة ستعرف تغيرات ملحوظة خلال الأيام المقبلة    مجلس شامي يدعو إلى تحديد المسؤوليات المشتركة في توصيف الجرائم السيبرانية لحماية الطفل    توقيع اتفاقيات بين المغرب واليمن    ريال مدريد يواجه مانشستر سيتي    صابيري يعود إلى دوري السعودية    باحثون روس يبتكرون دواء جديدا لعلاج سرطان الجلد بفعالية مضاعفة    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    استئناف الحسيمة تفتتح السنة القضائية 2025 وتستعرض حصيلة الإنجازات    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    خروج دنيا بطمة من سجن لوداية    الكعبي : لا مستحيل في كرة القدم .. وهدفنا التتويج بالدوري الأوروبي    شركة تركية عملاقة تؤسس فرعا بالمغرب لتعزيز تصميم وصناعة الدرونات العسكرية    دنيا بطمة تخرج من سجن الأوداية بعد انتهاء عقوبتها    بعد عام من الإعتقال .. دنيا بطمة تعانق الحرية    ترمب يصر على تهجير سكان غزة رغم رفض مصر والأردن    جدل إلغاء عيد الأضحى ينعش تجارة الأكباش بالأسواق الأسبوعية    "ديب سيك" الصينية في مواجهة قانونية تهدد علامتها التجارية في أميركا    مشاركة وازنة للاعبات المغربيات إلى جانب نخبة من النجمات العالميات في الدورة ال 28 لكأس للا مريم للغولف    أخطاء كنجهلوها.. الطريقة الصحيحة لقيادة السيارة في أجواء البرد القارس (فيديو)    المحكمة التجارية بالدار البيضاء تجدد الإذن باستمرار نشاط مصفاة "سامير"    وفود تمثل كبريات الحواضر العربية ستحل بطنجة    الرئيس الانتقالي في سوريا: نعمل على وحدة البلاد وتحقيق السلم الأهلي    أسعار النفط ترتفع إلى أزيد من 76 دولارا للبرميل    توقعات بتصدير المغرب 90 ألف طن من الأفوكادو في 2025    التمرينات الرياضية قبل سن ال50 تعزز صحة الدماغ وتقلل من الزهايمر    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الفلاحون في جهة طنجة تطوان الحسيمة يستبشرون بالتساقطات المطرية    ارتفاع أسعار الذهب    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "( أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 14 مع الناقد والمؤلف المسرحي : أحمد طه حاجو (العراق)
نشر في أريفينو يوم 17 - 10 - 2023

( أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 14 مع الناقد والمؤلف المسرحي : أحمد طه حاجو (العراق).
الرأي النقدي يخضع للنسبية.
حضور المرأة العراقية في مجال التأليف المسرحي قليل لا يوازي حجم الكتاب المسرحيين العراقيين ..
حوار مع الناقد العراقي:
( أحمد طه حاجو )
حاوره : أمنة برواضي.
السلام عليكم أستاذي الفاضل: أحمد حاجو عباس التميمي .
أولا، أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة عن أسئلتي.
ليكن أول سؤال.
1- من هو ( أحمد طه حاجو عباس التميمي ) ؟
جواب:
_ ( أحمد طه حاجو ) هو ناقد ومخرج مسرحي ومدير تحرير مجلة الآداب والفنون ، حاصل على الماجستير في الاخراج المسرحي ، انسان صريح جداً ، يؤمن بدور الثقافة في تغيير الواقع الى الأفضل وعلى كافة الاصعدة ، السياسية والاجتماعية والثقافية ... الخ .
سؤال:
2 – كيف يمكن تصنيف المشهد الثقافي في العراق في ظل الظروف التي يمر بها البلد مقارنة بغيره من البلاد العربية الأخرى ؟
جواب:
_ المشهد الثقافي العراقي منذ الأزل هو ولّاد للطاقات الإبداعية وعلى كافة الأصعدة ، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مر بها العراق ، وفي كل مرحلة زمنية لها ابعادها الثقافية والابداعية ولها نتاجاتها ، فمثلاً في مرحلة ما بعد التغيير 2003 ظهر ما يسمى بأدب الحرب فأنتجت روايات وقصائد وقصص قصيرة راحت توثق الحرب بكافة أبعادها السايسلوجية ، كما ظهر في مجال المسرح العديد من العروض المسرحية وقبلها نصوصاً مسرحية كانت تندد بالحرب وويلاتها ومآسيها ، وبرز وتبنى ذلك العديد من المخرجيين العراقيين .
وفي مرحلة جائحة ( كورونا ) أيضا ً صدرت العديد من الكتب التي وثقت لتلك المرحلة والخمول الذي اصاب العالم . إلا أننا قدمنا العديد من الأنشطة عبر منصات التواصل ( الاونلاين ) فمثلاُ أنا اسست مهرجان أبابيل الأدبي الدولي، وكان شاملاً للقصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً، والقصيدة العمود وقصيدة النثر والنص المسرحي ، وكان هناك لجان تحكيم رصينة اغلبهم من اساتذة الجامعات، ومن الأدباء والنقاد الكبار ، وكانت هناك مشاركات دولية ، كما اطلقنا نسخة من مهرجان مسرح الدمى والعرائس الدولي الأول ، بلجان رصينة عربية , وقد حققنا المركز الأول عالمياُ وأخذنا جائزة التايمز ، ومثلنا عبر هذه المشاركة ( جامعة البصرة ) كلية الفنون الجميلة / قسم التربية الفنية . فالعراق بطبيعته وعبر ما مر به من حروب وأزمات ، لا يعرف المستحيل ، فكل مرحلة يمر فيها العراقيون لهم قدرتهم على تجاوزها والتفاعل معها وتوظيفها فهم قادرون على الإنتاج دائماً .
سؤال:
3 – الأستاذ الباحث ( أحمد طه حاجو ) ناقد ومخرج مسرحي وصحفي... ماذا يعني لكم المسرح ؟
جواب:
_ المسرح هو الكائن الحي الذي يجّمل الحياة ويزيل القبح ، عبر تقنياته الحيوية والجمالية ، من خلال عناصر العرض المسرحي ( النص ، الممثل ، الديكور ، المكياج ، والأزياء ، الإضاءة ، والإلقاء ) فباجتماع جميع تلك العناصر وعملها بلحظة واحدة أما المتلقي وفق رؤية المخرج المبدع ، فإنها ستظهر صورة جمالية مقنعة للمتلقي وتجبره أن يتفاعل معها، ويتبنى خطابها المضمر ، لكن أعيد وأكرر إذا وجد العنصر الأساس ألا وهو ( المخرج المبدع ) ، فالمسرح هو ثقافة ورسالة تنويرية تحريضية ، تعمل على تغيير وجه الحياة وإصلاحها عبر توجيه الفكر والوعي ، وعبر الدفع للإتيان بفعل رافض لجميع مظاهر التردي والفساد والقبح .
سؤال:
4 – ألفتم العديد من الكتب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1_ كتاب ( نبضات مسرحية ) / ج 1 / قراءات تحليلية لعروض ونصوص وكتب مسرحية وأوراق نقدية /2019 .
2_ كتاب ( نبضات مسرحية ) / ج 2 /قراءات تحليلية في عروض ونصوص مسرحية ( معد للطبع) .
3_ كتاب ( التحريض في العرض المسرحي المعاصر ) ( معد للطبع ) .
4_ كتاب ( تجليات حرف ) / قراءات تحليلية في روايات ومجاميع قصصية وشعرية / 2022 .
5_ كتاب ( البعد الاجتماعي في النقد المسرحي المعاصر ) ( معد للطبع ) .
6_ كتاب ( البؤر السردية الواصفة ) / نقد / ( معد للطبع ).
بالإضافة إلى العديد من الكتب المشتركة .
من خلال عناوين الإصدارات يبدو مدى اهتمامكم بالنقد المسرحي هل يمكن القول أن المسرح في العراق بخير؟ وهل النقد يواكب ما ينتج من أعمال مسرحية ؟
جواب:
_النقد المسرحي هو الأداة الراصدة للعرض المسرحي منذ البداية وحتى لحظة فتح الستارة وانتهاء العرض ، كما أن النقد هو عملية اظهر المحاسن والمساوئ وتبيان مبررات اشتغال كل عنصر من عناصر العرض المسرحي ، وفق المنطقيات المسرحية والأسس التي بني عليها العرض المسرحي ، ألا وهي المذاهب المسرحية ، اما في ما يخص النقد المسرحي في العراق ، فهو أكيد يواكب العروض المسرحية، ففي جميع المهرجانات المسرحية تقام جلسات نقدية لتفكيك العرض المسرحي، واشتغالات المخرج وإبراز المحاسن والمساوئ وفق معايير المسرح العامة ، لكن لا يخفى على الجميع أن النقد بصورة عامة سواء النقد المسرحي أو المسرح الأدبي ، فهو يخضع إلى النسبية في رأي الناقد مهما حاول التقيد بمذهب نقدي ما ، فذائقة الناقد تسيطر على أحكامه نوعاً ما ؛ لأنها وليدة لبيئة ما ، وتقع تحت ايدلوجيا ما . وأستطيع أن أقول ان المسرح في العراق بخير نوعاً ما ، فهنالك مهرجانات على مستوى العراق ، وأخرى خاصة بالمحافظات والتي تقيمها نقابات الفنانين ، وأخرى تخص المسرح الحسيني ، إلا أننا نطمح بالأكثر لأن المبالغ المرصودة لإقامة تلك المهرجانات قليلة مما أدى إلى انحسار العروض ، فحن لا نرى عروض مسرحية على مدار السنة ، بل فقط في مواسم المهرجانات السنوية .
سؤال:
5- سؤال مرتبط بما سبق كيف يرى الناقد ما ينتجه المسرح العراقي من الدراما وفرجة مقارنة بما ينتج في باقي الدول العربية الأخرى؟
جواب:
_ نعم كما أسلفت ان رأي الناقد يخضع إلى النسبية ، وإلى ثقافته الخاصة، وإلى مشاهداته الداخلية والخارجية واكيد ان الناقد المطلع على التجارب العربية والعالمية ان رأيه سيكون قاسياً بعض الشيء على التجارب الضعيفة ، فالتجربة العراقية راسخة بالنسبة للرواد ، أذكر على سبيل المثال تجربة ( المخرج كاظم نصار ) والمخرج ( أنس عبد الصمد ) تعد من التجارب المتقدمة عراقياً وعربياً وعالمياً بالإضافة إلى عدد من المخرجين الذين لا يسعني ذكرهم ، بحكم اطلاعهم على التجارب العربية ، بالإضافة إلى عمق رؤيتهم للعرض المسرحي، والواقع العراقي وقدرتهم على خلق مزيج مسرحي إبداعي متفوق ، لكن بالنسبة للمسرحيين الشباب فهم بحاجة إلى الخروج من الدائرة المغلقة، والاطلاع على التجارب المسرحية العربية والعالمية ، ليطوروا من مهاراتهم. والورش المسرحية المشتركة التي تتبناها الهيأة العربية للمسرح بين الحين والآخر هي حالة صحية للمسرح الشاب العربي وأكيد انها أضافت الكثير من المهارات للمشاركين فيها من العراقيين .
سؤال:
6 – جميعنا يعلم أن المسرح مرآة للواقع ما نصيب الأحداث التي عرفتها البلاد من الإنتاج المسرحي العراقي؟ وهل المسرح العراقي فعلاً مواكب لهذه الأحداث وعبر عنها ؟ .
جواب:
_ نعم المسرح العراقي خير مواكب للمتغير العراقي، ففي زمن النظام السابق برغم الصعوبة في إنتاج عرض مسرحي جريء ، وذلك بسبب صرامة الرقيب في حينها ، إلا أن هناك عروض جريئة عرضت واوقفت وتم توقيف المخرج والممثلون ايضاً ، اذكر مثلاً مسرحية ( الذي ظل في هذيانه يقظاً ) إخراج الفنان ( غانم حميد ) التي عرضت ليوم واحد فقط ، وتم حبس المخرج وجميع الممثلين واستجوابهم ، وفي البصرة حاول المخرج العراقي والعربي البروفيسور ( حميد صابر ) أن يقدم مسرحية ( الحر الرياحي ) وأخرجها بطريقة تحريضية واعية ، إلا أنها أوقفت قبل يوم من عرضها ، بسبب أبعادها الدينية والتحريضية والتي تتعارض مع توجهات السلطة آنذاك ، وخوف السلطات في وقتها من ان يثير العرض مشاعر الجمهور، وقد تحرض على التمرد ، اما في مرحلة ما بعد 2003 ، أخذت العروض المسرحية منحاً آخر بسبب مجال الحرية التي منحت للمسرح بصورة عامة إلا أن المسرح بقي راصداً للمتغير السياسي وإسقاطاته على المجتمع العرقي فظهرت عروض مسرحية تحاكي الفساد الإداري، و الربيع العربي والارهاب وداعش وأيضا ً جائحة كورونا مؤخراً .
سؤال:
7 – أستاذي الفاضل قمتم بالعديد من الدراسات النقدية خاصة فيما يتعلق بمجال تخصصكم (المسرح )
في رأيكم ما هي المواصفات التي يجب توفرها في العمل الإبداعي بشكل عام ليجد صداه عند النقاد؟
جواب:
_كما قلت ان المعيار في تفكيك العرض المسرحي هو مدى ثقافة الناقد ودرايته للعناصر المسرحية ، هو الأساس ، كما أن الرأي النقدي يخضع للنسبية من حيث ذوق وميول الناقد، وتوجهاته الثقافية والدينية ، فنرى بعض النقاد المتشددين دينياً يوجهون نقدهم المر على أي اشتغال مسرحي لا يتماشى مع توجهاتهم ، ونرى من النقاد المنفتحين يوجهون نقدهم القاسي على أي اشتغال ملتزم وهكذا , إلا أن قلة قليلة من النقاد من الوسطيين المهنيين الذين يفككون العرض بصورة عادلة ومبررة لكل كلمة تخطها يداهم ، أما بالنسبة للمواصفات الواجب توفرها في العرض المسرحي هي أن يكون العرض مثيراً للجمهور , وان يحقق المخرج المسرحي دهشة لدى النقاد ، لأن الناقد بحكم عمله واطلاعه فإنه متابع جيد للحركة المسرحية العراقية والعربية وحتى العالمية ، فلا يثيره ما يثير الجمهور ، فعلى المخرج أن يكون واعياً وغير مستسهلاً للعملية الإخراجية ، وأن يراعي الجدّة في عرضه المسرحي ، فالنقد المسرحي في العراق على أوجه والناقد العراقي لا يقتنع بأي عرض مسرحي ، لأن نقادنا ذوي خبرة، وتخصص دقيق بامتياز .
سؤال :
8 – كيف تقيمون حضور المرأة العراقية في المسرح العراقي؟
جواب:
_ حضور نوعي ومهم وواعٍ ، فالمسرح العراقي يحتوي على الكثير من الأسماء المسرحية النسائية المبدعة والتي حققت حضوراً عربيا وجنت العديد من الجوائز ، مثل ( د. عواطف نعيم ، هناء محمد ، د. شذى سالم ، د. سهى سالم ، د. هديل كامل ، آلاء نجم ، ... الخ ) وهناك العديد والعذر كل العذر لعدم ذكرهم جميعا ً . فحضور المرأة العراقية في المسرح العراقي حضوراً جاداً، وكثيفا سواء على مستوى التمثيل او الإخراج ، وحتى التأليف المسرحي ، وباقي التقنيات ، فلدينا العديد من النساء الفنانات المتميزات في فن المكياج والأزياء .
سؤال:
9 – سؤال مرتبط بما سبق لو سألتكم عن إصدارات المرأة العراقية في مجال التأليف المسرحي مقارنة بما أصدره الرجل ما هو جوابكم؟
جواب:
_ هناك العديد من النساء الكاتبات المسرحيات، ولهن إصدارات مثل ( د. عواطف نعيم ، اطياف رشيد ، د. ايمان لكبيسي ، وغيرهم ) لكن الصراحة أن حضور المرأة العراقية في مجال التأليف المسرحي قليل لا يوازي حجم الكتاب المسرحيين العراقيين ، فعدد الكتاب الرجال اكبر بكثير .
سؤال:
10 – تساهمون في عدة أنشطة ثقافية (مسرحية ) ولكم حضور في الساحة الثقافية العربية كيف ترون مستقبل الكتابة والإبداع في هذا الجنس الأدبي ( المسرح ) عند الأجيال القادمة؟
جواب:
_ الكتابة المسرحية هي منظومة متكاملة فهي ليس عملية سردية كما في الرواية ، بل إنها تعتمد التكثيف والتركيز على الأفعال ، وهذه العملية تحتاج معرفة دراية بتقنيات المسرح تحديداً ، بالإضافة إلى سعة أفق وخيال ووعي ، ورؤية وتماس مباشر مع الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني والثقافي ... الخ . وقدرة الكاتب على كيفية تحويل الواقع ومزجه مع رسالته الشخصية التي تمثل رسالة شعب ، مع الرسالة المسرحية وإخراجها بصورة جليلة جمالية مقنعة مؤثرة للمتفرج ، فهي عملية صعبة للغاية إلا أن هناك تجارب تبشر بالخير لكنها قليلة جدا ً.
سؤال:
11 – حصلتم على العديد من الجوائز :
* لقب أديب النيل والفرات لعام 2019 المركز الثاني في التأليف المسرحي.
* لقب صاحب أفضل إصدار لعام 2019 المركز الثاني النقد والتأليف المسرحي عن كتاب ( نبضات مسرحية )
* كرمتم بدرع من دار الأدب البصري لفوزكم في مسابقة عربية عن مسرحية متصنمون 2019
* ذكرت سيرتكم ضمن معجم المبدعين العرب /ج1 الصادر عن دار النيل والفرات مصر 2019
ماذا يمكن أن تقوله لنا عن سنة 2019 هل هي سنة الجوائز بامتياز ؟
جواب:
_ نعم كانت سنة مليئة بالإنجازات والكتابة والمشاركة في المهرجانات ، كنت في وقتها قد أنهيت السنة الأولى التحضيرية للماجستير، وكانت مرهقة بعض الشيء ، فجاءت مرحلة الكتابة وهي عام 2019 وكنت جالس في البيت، وكانت وقتها جائحة كورونا ، فقد قمت باستغلال الوقت للكتابة ، والحمد لله قد شاركت بمهرجانين في مصر وحققت المركز الثاني في مجال النص المسرحي ، وأيضا ً في مجال الإصدارات ، ومنحت لقب ( أديب النيل والفرات ) ، وكانت هذه المشاركة بمثابة حافز للمواصلة ، وفي الغالب ان المهرجانات هي حالة صحية للمبدع فمن خلال مشاركته باستطاعته أن يرى أين هو من خارطة الإبداع ، ومستوى ما ينتجه مقارنة بالوسط العربي ، إذا كانت لجان التحكيم رصينة وعادلة وغير مجاملة .
سؤال:
12 – هناك العديد من الجوائز والشهادات في حقكم ماذا تعني للأستاذ ( أحمد طه حاجو ) مثل هذه التكريمات هل تكون حافزاً على المزيد من العطاء؟ وهل تعتبر كافية لتتويج مسيرة المبدع والناقد؟
جواب:
_ الشهادات والتكريمات هي مصدر اعتزاز لي أكيد؛ لأنها عنصر معنوي كبير وتحريضي على الاستمرار في العطاء وإبراز أفضل ما لدي ، إلا أنها لا تعتبر اداة تتويج للمبدع ، لأن التتويج الحقيقي للفنان والمثقف والمبدع هو مستوى ما ينتجه، ومدى فائدته للمجتمع ، ومدى مغايرته لمن سبقوه . ومحتواه العلمي والفكري ، هنا يكون التتويج الحقيقي ، ألا وهو الإنتاج الجليل و الصادم والمغاير للمألوف .
سؤال:
13 – من موقعكم كناقد مسرحي ماهي الشروط التي تساعد على إرساء مسرح يعبر عن حاجات الإنسان العربي ويحقق الفرجة المطلوبة منه ؟
جواب:
_ حقيقة لا شروط محددة ، بقدر ما هو متوفر من مسؤولية وانتماء حقيقي لدى المخرج المسرحي ، لأنه هو الأداة الفاعلة في صناعة العرض المسرحي ، فالمخرج عادةً يعبر عن محتواه الأيديولوجي والفكري والوطني، وعلى كافة المستويات ، من خلال أدواته الإبداعية ، والتي تتمحور عبر عناصر العرض المسرحي ، فالعناصر واحدة ، لكن الأفكار متعددة ، فمتى ما كانت الفكرة على مساس مباشر مع الهم المجتمعي ، فإنها تكون مؤثرة وتحقق تفاعلاً حيا من قبل المتلقي بغض النظر عن الأساليب المتبعة إخراجياً ، وهنا أحب ان اوضح نقطة ألا وهي أنه على المخرج أن يبنى خطابه المسرحي والإخراجي وفق مستوى الجمهور المستهدف ، فمن غير المنطقي أن يقدم عمل مسرحي ينتمي إلى ما بعد الحداثة، او عرضاً مليئا بالابتكارات والتجريب إلى جمهور في الريف أو منطقة بسيطة لا تفقه بدواخل العرض المسرحي ، فمثل هكذا مناطق ينبغي ان يكون العرض متوائماً مع ثقافتهم كي يحصل التفاعل والتواصل والعكس بالعكس .
*كلمة أخيرة ؟ .
_ شكراً جزيلاً لك استاذة آمنة على هذا الحوار الذي استمتعت به كثيراً ، وعلى أسئلتك الدقيقة، والتي انبثقت وتصب في عمق التخصص وبحثك عن سيرتي العلمية والثقافية بصورة دقيقة ، وامنياتي لك بالتوفيق في عملك وتسليطك الضوء على الجانب الثقافي العربي ، وهذا إن دل إنما يدل على صدق إيمانك بدور الثقافة في نهضة الشعوب العربية، وبناء الأجيال القادمة.
شكرا لكم مرة أخرى أستاذي الفاضل وفقكم الله في مسيرتكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.