احتفاء بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1445ه، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية يومه الثلاثاء 17 ربيع الأول 1445ه الموافق ل: 03 أكتوبر 2023م، ندوة علمية تحت عنوان: { التكافل والتضامن من خلال السيرة النبوية } بمسجد الأميرة للا آمنة بالناظور قبيل أداء صلاة الظهر. وقد أطر هذه الندوة فضيلة الأستاذ العلامة: سيدي ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، والأستاذ عبد اللطيف تلوان والأستاذ محمد لخضر: عضوا المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور. • افتتحت هذه الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين الأستاذ: محمد لخضر. • تلتها كلمة تقديمية للأستاذ عبد اللطيف تلوان مسير هذه الندوة رحب فيها بالحضور الكرام، وأجزل فيها الشكر لمؤسستي المجلس العلمي، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية على تنظيم هذه الندوة وعلى حسن اختيار هذا الموضوع الذي يتناسب مع الأحداث الراهنة. • بعد ذلك أحال الكلمة إلى الأستاذ: محمد لخضر ليقدم عرضه الموسوم ب: ( مدخل تمهيدي تأصيلي للتكافل والتضامن من خلال السيرة النبوية) افتتح الأستاذ عرضه بشكر الجهة المنظمة للندوة، ثم ألقى عرضه الذي اختزله في محورين؛ المحور الأول: خصصه لمفاهيم مصطلحات العنوان؛ حيث قدم للحضور الكرام تصورا عاما عن مفهوم التكافل والتضامن والسيرة النبوية، ونبه على الفرق بين السنة النبوية والسيرة النبوية بحسب اختلاف مصطلح السنة عند المحدثين والأصوليين، والمحور الثاني ذكر فيه جانب التأصيل للتكافل والتضامن من خلال أحداث السيرة النبوية مشيرا إلى أن مبدأ التكافل الاجتماعي متأصِّلٌ في أخلاق النبيِّ صلى الله عليه وسلم منذ نشأته، وظل خلقا ملازما له صلى الله عليه وسلم في كل أطوار حياته؛ تميز به قبل بعثته، وتشبث به في مهد دعوته بمكة، وضرب أروع الأمثلة فيه بالمدينة المنورة، ثم ساق جملة من المواقف الشاهدة على ذلك. • عقب ذلك أحال الأستاذ المسير الكلمة إلى فضيلة الأستاذ العلامة سيدي ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور ليقدم عرضا تحت عنوان: {معالم التضامن والتكافل في السيرة النبوية وربطها بالواقع المعيش}. وقد استهل فضيلة الأستاذ عرضه بشكر الحضور الكرام وشكر المؤطرين لهذه الندوة، ثم بين أن الهدف من انعقاد هذه الندوة هو ربط الأحداث الأخيرة التي عرفها بلادنا والمتمثلة في فاجعة الزلزال وما أعقبه من تكافل المغاربة وتضامنهم، بأحداث السيرة النبوية العطرة التي نحتفل بميلاد صاحبها في هذا الشهر الأغر، منبها على أن الاحتفال بميلاد المصطفى لا ينبغي أن ينحصر في ليلة مولده أو في شهر ربيع الأول، بل ينبغي أن يواكب حياتنا دائما صباحنا ومساءنا ليلنا ونهارنا.، وأن يتجلى في سلوكنا وأخلاقنا وأعمالنا. ثم أشاد بالتكافل والتضامن والتعاطف الذي أبان عنه المغاربة قاطبة مع إخوانهم المتضررين بآثار الزلزال مشيرا إلى أن من يظن أن تعاطف المغاربة وتضامنهم في مواجهة هذه الفاجعة أمر اتفاقي فرضته الظروف العصيبة الآنية فحسب فقد وهم في ذلك، بل إن التعاطف والتضامن والتكافل أمر مترسخ في ثقافة المغاربة وفي حضارتهم وفي هويتهم وعقيدتهم، وهو نابع من استحضارهم لنماذج من التاريخ المجيد لهذه الأمة، ذلكم التاريخ الذي يمتد لأكثر من 12 قرنا من الزمن وهي تدين بهذا الدين الإسلامي، والإسلام هو الذي علمها هذا التعاطف وهذا التضامن والتكافل، ثم استعرض فضيلة الأستاذ جملة من النماذج التاريخية المشرقة التي تستلهم منها الأمة المغربية قيم التكافل والتضامن فذكر منها: 1. ذكرى الهجرة النبوية وما تضمنته من صور التضامن والتكافل والأخوة الصادقة بين المهاجرين والأنصار. 2. تاريخ الأندلس وكيف أن المسلمين حينما هجروا وطردوا منها بعدما استوطنوها أزيد من ثمانية قرون، لم يجدوا إلا المملكة المغربية الشريفة تستقبلهم وتؤويهم، فرحب بهم المغاربة وتعاطفوا معهم، واقتسموا معهم ثرواتهم وممتلكاتهم في تطوان وفي فاس وفي مراكش وفي غيرها، فكونوا أسرا في المغرب أصبحت الآن جزء منا ، ونحن جزء منها. 3. ذكرى المسيرة الخضراء التي تعاطف فيها المغاربة تعاطفا كبيرا، وتاريخها قريب منا لم تمض عليه سوى 48 سنة ، فبمجرد أن سمع المغاربة نداء أمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه يدعوهم إلى صلة الرحم مع إخوانهم الصحراويين هبوا عن بكرة أبيهم لصلة الرحم مع إخوانهم ، وكان عددهم يفوق 350 ألفا. وأصبحت الصحراء جزء لا يتجزأ من هذه المملكة المغربية الشريفة. وختمت هذه الندوة بالترحم على شهداء الزلزال، وبالدعاء الصالح لكل المحسنين والمتعاطفين مع المنكوبين والمتضررين، وفي طليعتهم أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره.