كما كتبت سابقا وقبل سنتين، وبنفس المناسبة، مناسبة زيارة الملك للناظور. تلك المرة كان الملك قد زار الناظور لعدة أيام، قبل أن يعود إلى الرباط ليستريح بضعة ساعات ” بضعة ساعات فقط ” قبل أن يتوجه من جديد إلى مدينة الحسيمة. وخلال زيارته آنذاك لمدينة الناظور كان قد أعطى الانطلاقة لعدة مشاريع في كل المدن والحواضر المحيطة بالمدينة المركز، أي الناظور. نفس الشيء فعله في الحسيمة، استقر بها لأيام طويلة، وزاول فيها رياضته المفضلة الجيت سكي، وكالعادة أيضا أعطى العديد من المشاريع في عدد من مدن الحسيمة. منينا النفس آنذاك بأن يزور الملك إقليم الدريوش لينصفه من الحيف الذي طاله منذ عقود طويلة، لكن الملك لم يفعل. صبرنا كعادتنا في الدريوش وقلنا ربما لم تتوفر بعد شروط الزيارة الميمونة، ولربما أيضا أجندة ملكنا كانت مليئة حتى السطر الأخير بالمواعيد. معلهش، انه ملكنا ونحن ينبغي أن نحبه، ولكن على أي أساس؟! لم يقدم لنا أي شيء يجعلنا نهيم في حب هذا الملك الذي يتخطانا في كل زيارة ويضعنا بين أقدامه كلعبة غير ذات أهمية. رأيته في زيارته للعروي وباقي الأماكن، كما رآه الجميع في التلفزيون، كان يمشي بعكاز صحي، طبعا وكما ينبغي أن نتعاطف مع أي مواطن أو إنسان تعرض لحادث بسيط أو كبير، فقد تعاطفنا مع الملك. غير أنني سأكون صريحا، لقد توجست من أن يكون ذلك العكاز سببا لعدم زيارته لإقليم الدريوش، سيسود الاعتقاد، ” أو هكذا سيصورون لنا الأمر” بأن الملك في حالة صحية تحتم عليه أخذ المزيد من الراحة، وعدم بذل مجهودات في المشي قد تكون مضاعفاتها سيئة على ساقه اليمنى شافاها الله وعافاها. ولكن طبعا الملك لن يزور إقليم الدريوش مشيا على الأقدام ، فزيادة على الجو الذي قد يكون سيئا ، فان حالته الصحية لن تسمح، لذلك فانه ولا شك سيركب سيارته السوداء الفارهة، وبالتالي لن يكون هناك عناء في الرحلة القصيرة من الناظور إلى الدريوش. يا ملكنا العزيز، لقد حان الوقت لتقوم بزيارة حقيقية لإقليم الدريوش وتلتفت لمشاكله الكثيرة، لقد تابعنا خلال الأيام الماضية تحركاتك في قلعة السراغنة ومنطقة الرحامنة التي تعتبر المعقل العتيد لمستشاركم المخلص فؤاد عالي الهمة الذي هرب من سياسة الجمهور ليدخل ” بأمركم ربما” إلى سياسة البلاط ، ولكن ليس العيب فيكم يا ملكنا، بل العيب فينا لأننا نفتقد لشخصية بوزن المستشار فؤاد عالي الهمة ” ولا نتوفر أيضا على شخصية بوزن مصطفى المنصوري الحاكم بأمره في مدينة العروي. وحين أتحدث عن الوزن، فإنني لا أعني الكيلوغرامات يا ملكنا،لا، لأننا نتوفر في إقليمنا على من هو أكثر وزنا من فؤاد عالي الهمة ومن مصطفى المنصوري معا” مع الأسف يا أيها الملك المبجل. ولكن دعنا قليلا نتحدث بجدية يا صاحب الجلالة، إن الساكنة هنا في إقليم الدريوش تترقب زيارتكم الميمونة، إنها تترقبها على أحر من الجمر، افعل يا صاحب الجلالة، التاريخ يمر دائما بالقرب منا وعلينا التقاطه في الوقت المناسب…وإلا سيكون الثمن باهظا يا صاحب الجلالة. سنستطيع الصبر قليلا، كما صبرنا لعقود عانينا فيها الذل والهوان وكانت مدن إقليمنا عبارة عن مزابل يا صاحب الجلالة حاشاكم. ثم يا صاحب الجلالة كيف يتم تجاهل إقليم صنف الأول وطنيا في معدل الإدخار بالحسابات البنكية. إقليم ناشئ ولكنه يحقق المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، ألم تقرؤوا الخبر يا صاحب الجلالة في الجرائد أو في موقع الدريوش؟! إقليم بهذه المؤهلات المالية، وبمؤهلاته الطبيعية والبشرية يستحق التفاتة من لدنكم يا صاحب الجلالة. افعل يا صاحب الجلالة، سيكون من الأفضل لك أن تفعل…هناك دائما خطوات بسيطة إذا أقدمنا عليها فإننا نفوز فوزا عظيما..والعكس صحيح يا صاحب الجلالة. لست أدري إن كنت ستقرأ هذه الرسالة، من المستبعد أن يحصل هذا، بل ربما من المستحيل ..لسبب وحيد فقط..مستشاروك والحلقة القريبة منك لن يطلعوك على رغبة رعيتك في إقليم كامل..إقليم الدريوش الذي يتطلع بشوق إلى زيارتكم الميمونة، ولكن بشرط: لا يجب أن تقتصر هذه الزيارة على زيتون بيبي فقط كما أشيع سابقا، بل زيارة حقيقية ترد الاعتبار لهذا الإقليم المظلوم، بكل ما تحمله كلمة مظلوم من معنى. وفي الأخير نتمنى لكم الشفاء العاجل يا ملكنا سواء زرت الدريوش أم لم تزره…شفت كم نحن أبناء إقليم الدريوش طيبين وودودين يا صاحب الجلالة؟!