مستشفى بإسبانيا رفض استقبالها بداعي الأزمة الاقتصادية وآخر تركها عرضة للإهمال تحفل ملابسات وفاة طفلة مغربية الأسبوع الماضي بمستشفى بمليلية بالكثير من الحقائق الصادمة حول ما تعرضت له من إهمال مقصود، تلخصت فصوله أن وراء وأد الأمل الذي استجدته أسرتها لعلاجها نوازع عنصرية لا مكان أمامها لقيمة الحياة الإنسانية. صراع مع المرض الأمل في إنقاذ حياة آية اقوضاض (من مواليد 6 غشت 1997) دفع أسرتها المقيمة بالناظور إلى التوجه إلى مستشفى “كوماركال” بمليلية، حيث كان والداها يطمحان في أن يجدا لها فيه فرصة العلاج الذي عجزت مستشفيات الرباطوالناظور عن توفيره، إذ نصح الأطباء بعد تشخيص حالتها في 2 أكتوبر الماضي بنقلها إلى احد المستشفيات الأوربية لإجراء عملية زرع الخلايا المسؤولة عن عملية إنتاج كريات الدم وتكوّنها في النخاع الشوكي للمريضة مطابقة للخلايا التالفة. المعطيات التي تحصلت عليها “الصباح” أشارت إلى أن والدي الطفلة بحكم وضعيتها المادية عرضا ابنتهما على مختلف المستشفيات المغربية دون جدوى أمام غياب الإمكانيات التقنية والكفاءة الطبية اللازمة لانجاز مثل هذه العملية الجراحية، إذ لم يكن من خيار أمامهما سوى نقلها إلى مستشفى مليلية في 9 أكتوبر الماضي لمباشرة الفحوصات اللازمة عليها، في انتظار تدبير إجراءات تحويلها نحو وجهة أخرى بأحد المستشفيات الاسبانية الأخرى ذات التخصص في مثل هذه الحالات. إجابة صادمة بعد استقرار نسبي في حالة آية قوضاض اقترحت إدارة المستشفى إحالتها على مستشفى بمدينة مالغا (جنوباسبانيا) وباشرت بعض الإجراءات، كما أعرب والدا المريضة عن استعدادهما لتدبير نفقات العملية الجراحية التي ستتطلب نقل الخلايا البديلة من النخاع الشوكي لابنهما ذو الاثني عشر ربيعا لشقيقته، وفي هذه المرحلة بالذات تحول الأمل في إنقاذ آية إلى مسلسل من التسويفات والاعتذار المتكرر، قبل أن يتوصل مستشفى مليلية بإجابة صادمة عن التقرير الطبي الذي أرسله لمستشفى مالاغا(جنوباسبانيا) يتضمن اعتذاره عن استقبال هذه الحالة في حاجة ماسة للعلاج بدعوى عدم قدرته على تحمل نفقات العملية الجراحية. وتؤكد الأسرة أن إدارة المستشفى وعدتها جديا بنقل الفتاة المريضة إلى مالغا، واعدت عدتها للسفر برفقتها، قبل أن تعود وتعرب لها عن رفض المستشفى استقبالها بحجة تأثير الأزمة الاقتصادية على قدرته على تحمل الكلفة الباهظة للعملية الجراحية، وتنصل مسؤولو المستشفى ذاته نهائيا من الأمر بذريعة أن إجراء العملية الجراحية على النخاع الشوكي للمريضة والرعاية الصحية اللاحقة التي تتطلبها هذه الحالة باتت غير ممكنة في ظل الظروف التي تعيشها اسبانيا، ونصحوا بتحويل الأسرة المغربية إلى مستشفى آخر بالمغرب لعلاج المريضة، على الرغم من التقرير الطبي الذي بحوزتهم يشير إلى استحالة إجراء مثل هذه العمليات في بلد يفتقر للإمكانيات اللازمة لذلك. عنصرية مقيتة ظلت آية قوضاض تقاوم المرض بمفردها لمدة 15 يوما، إذ مباشرة بعد الرد الذي تلقته إدارة مستشفى مليلية دخل الجميع في صراع مع الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تذرعت مديرة المستشفى هذه المرة باجرائها لاتصالات مع مستشفى بالعاصمة مدريد لبحث إمكانية نقل المريضة إليه، وهي حالة ليس الأولى التي يتم فيها التعاون بين المؤسستين في حال تعذر إمكانيات المستشفى الأول عن إجراء بعض العمليات الدقيقة أو عدم تمكن طاقمه الطبي من الخبرات الكافية لعلاج المرضى الوافدين عليه. أسرة الطفلة المغربية كان عليها أن تتجرع المزيد من المرارة وتتحمل الكثير من الاهانة في سبيل إنقاذ حياة طفلة بريئة ذنبها أنها وقعت ضحية للتسويف والمماطلة المغلفة برائحة العنصرية المقيتة، أحس الجميع ساعتها، يؤكد مرافق الأسرة في هذه الرحلة الطويلة من العذاب اليومي أن المستشفى يريد التخلص من الفتاة بشتى الوسائل، ويحكي بمرارة أن المديرة وقعت وثيقة خروج المريضة ودخلت في إجازة بعد ذلك تاركة لأسرة اختيار التوقيت الذي تشاء لذلك، كأنها أرادت القول “ارحلوا من حيث أتيتم فلا مكان للعلاج هنا في اسبانيا”. يذكر احد المحامين بمليلية، في تقرير تتوفر عليه “الصباح” أن آية اقوضاض تعرضت لتقصير وإهمال خطيرين، حيث تنصلت المؤسسة الاستشفائية من واجبها الذي يفرضه عليها القانون في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للقاصرين الأجانب سواسية مع أقرانهم الاسبان. ويضيف المحامي المطلع على تفاصيل القضية منذ بدايتها، أن إدارة المستشفى وضعت نفسها إزاء إهمالها للطفلة المغربية وترددها في توجيهها نحو الوجهة البديلة لتلقي العلاج أمام المساءلة القضائية، حيث يقع هذا السلوك تحت طائلة جريمة تعريض مريض للموت المتعمد. ومن جهته، أورد تقرير جمعية حماية الطفولة بمليلية “برودين” أنها تقدمت بشكوى إلى النيابة العامة ساعات قليلة قبل إعلان وفاة الطفلة آية قوضاض، اعتبرت من خلالها أن “الموقف السلبي لإدارة المستشفى تجاه حياة الطفلة المغربية يمثل تنصلا من الواجب المهني، وتعريض جدي لحياتها للخطر”، وأكدت ” أن عدم تحويل المريضة إلى مستشفى متخصص بإحدى المدن الاسبانية الأخرى سيعني وفاتها عاجلا”. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) العنوان من اقتراح أريفينو