أصبحت مسافة 305 كيلومترات التي يمكن لنظام إطلاق الصواريخ "هيمارس" الوصول إليها، مُقلقة جدا بالنسبة للإسبان، ذلك بعد إتمام صفقة الحصول على 18 وحدة منه بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، الأمر الذي عبرت عنه صحيفة "إلكونفدينثيال ديخيتال" عبر مديرها خافيير فوميرو، الذي قال إن بلاده "لن تستطيع النوم بسلام" بسبب ذلك، خصوصا في ظل رغبة الرباط في استعادة السيادة على سبتة ومليلية. وأورد فوميرو أن التقرير الذي نشرته صحيفة "إلموندو" يوم الجمعة الماضي بخصوص المعدات الدفاعية الجديدة التي حصلت عليها الرباط، جعله يشعر "بالقلق الشديد"، ذلك أن جيراننا وقعوا للتو عقدا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية للحصول على 18 نظاما لإطلاق الصورايخ هيمارس، و112 صاروخ أرض – أرض يتراوح مداها بين 82 و305 كيلومترات". وتقول الخارجية الأمريكية إن هذه الصفقة تأتي في إطار الدور الكبير الذي تعترف به للرباط في الحفاظ على الاستقرار في شمال إفريقيا، خاصة في ظل قلقها من تنامي الجماعات المتطرفة المسلحة التي تنتشر في القارة وتشكل تهديدا كامنا للعالم، وبالتالي يمكن للمغرب أن يضمن، عبر الأسلحة الأمريكية، مراقبة الحدود والطرق البحرية الاستراتيجية بشكل أكثر نجاعة. لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة لفوميرو الذي يرى أن البلد الجار "غير جدير بالثقة عندما يتعلق الأمر بإسبانيا"، إذ رغم إقراره بأنه من الواضح أن الجزائر هي الخصم الرئيس للرباط في المنطقة، إلا أن بلاده "لا تستطيع أن تنام بسلام"، وهي حساسة جدا لعملية إعادة التسلح التي ينهجها المغرب، لأن هذا الأخير "ينظر بشغف إلى سبتة ومليلية"، حتى بعد حصوله على اعتراف إسباني بالسيادة على الصحراء. وترى الصحيفة أن الحكومة الإسبانية توجد حاليا "في وضع ضعيف أمام الدولة المجاورة"، معتبرا رئيس الحكومة بيدرو سانشيز "قدم تنازلات نادرة للرباط"، وخصوصا عندما أعلن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي بخصوص الصحراء على الرغم من معارضة شركائه اليساريين في الحكومة لذلك، ودون إخبار حزب المعارض الرئيس، لينتقل من استضافة زعيم "البوليساريو" بشكل سري، إلى "ركل الجبهة من الخلف". ويرى الإسبان أن صفقة التسلح الجديدة المبرمة بين الرباط وواشنطن تعطي الجيش المغربي تفوقا استراتيجيا في المنطقة، إن مؤخرا قال تقرير لقناة "كواترو" الإسبانية أن الصواريخ المغربية بات بإمكانها الوصول من طنجة إلى مدينتي سبتة أو غرناطة في إقليم الأندلس، في غضون دقائق معدودة، مبرزة بأن مدريد لا تملك إلى حدود الآن سلاحا بهذه الكفاءة. ورغم إقرار الإسبان بأن المغرب يرى في الجزائر خصمه الأول في المنطقة، إلا أن ملف سبتة ومليلية والجزر المتوسطية التي ترغب الرباط في استعادة السيادة عليها باعتبارها مُحتلة من طرف مدريد، تدفع الإسبان إلى التوجس كثيرا من هذه الخطوة التي كلفت المغرب 478 مليون أورو، والتي نقلت القوات المسلحة الملكية إلى مستوى متقدم من التوازن العسكري مع جيرانه.