أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حرارة جديدة في الأيام المقبلة، مما أعاد مخاوف الفلاحين بالناظور و مدن اخرى بخصوص حصيلة الموسم الزراعي إلى الواجهة، على اعتبار أن توالي موجات الحرارة المفرطة في الأشهر المنصرمة قد انعكس سلبا على جودة المنتوجات الفلاحية في هذه الفترة الربيعية. وأفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأنه من المرتقب تسجيل موجة حر مع درجات حرارة تتراوح ما بين 34 و40 درجة من السبت إلى الثلاثاء بعدد من أقاليم المملكة، وهو مستوى لا يسجل عادة في فصل الربيع حيث تكون درجات الحرارة معتدلة، ومرد ذلك إلى تداخل فصول السنة في ظل تفاقم التغير المناخي بالمنطقة. وبعد أيام قليلة من تساقط الأمطار في بداية الموسم الحالي، تفاءلت الفعاليات المهنية بشأن السنة الفلاحية، غير أن استمرار وضعية الجفاف خلال الأسابيع المنصرمة رجح سيناريو ضعف المحصول الزراعي، خاصة أن الناظور و عددا كبيرا من المدن المغربية تتوفر على قرابة سبعين في المائة من الأراضي البورية التي تحتاج إلى الأمطار طيلة فترات السنة. وفيما تستفيد بعض المنتوجات الفلاحية من تحسن حالة الطقس في هذه الفترة، لا سيما الطماطم والزيتون والليمون، فإن أغلب المنتوجات الأخرى تتضرر من الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة. ولطالما نبه خبراء البيئة إلى انعكاسات ظاهرة التغير المناخي على الموسم الفلاحي في ظل تراجع حجم الموارد المائية على الصعيد الوطني، حيث يعيش المغرب على وقع "جفاف حاد" منذ ثلاث سنوات تقريبا، الأمر الذي جعل البلاد تعاني من أزمة داخلية على مستوى الإنتاج الفلاحي. محمد بنعبو، خبير مناخي متخصص في الهندسة البيئية، قال إن "المغرب يشهد ارتفاعا ملموسا في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يؤثر على المنظومة البيئية بصفة عامة، والمنظومة الفلاحية بصفة خاصة"، مبرزا أن "التغير المناخي المتطرف ما زال متواصلا بالعالم في ظل ارتفاع انبعاثات الغازات السامة". وأضاف بنعبو،، أن "الموسم الفلاحي تضرر كثيرا من غياب الأمطار وارتفاع الحرارة"، مؤكدا أن "توالي موجات الحرارة المرتفعة بشكل شهري يثير القلق، لأن فصول السنة أصبحت تقتصر تقريبا على فصلي الشتاء والصيف، وهي مسألة غير طبيعية لأنها تنعكس على المردود الفلاحي". وأردف الخبير عينه بأن "ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط في فصل الربيع ظاهرة غير جيدة؛ لأن ذلك يؤدي إلى تكاثر بعض الفيروسات والحشرات في الإنتاج الفلاحي"، موضحا أن "موجة الحرارة تنعكس أيضا على الموارد المائية التي تتجه إلى التبخر التدريجي في المنشآت المائية الكبرى".