أعادت حادثة مديونة الأخيرة وقبلها حادث المحمدية إلى الأذهان ما سبق أن تحدثنا حوله، والمتمثل في وجود خزانات المحروقات بأولاد ستوت، وخزانات أخرى قرب سلوان، وهي خزانات عشوائية لا تخضع لأي معيار سلامة. هذه الخزانات تشكل خطرا حقيقيا على الساكنة، كونها تحتوي على مواد قابلة للاحتراق كما أنها قابلة للانفجار، ما يدفعنا للاستغراب حول استمرارها في المنطقة بعيدا عن أعين الرقابة. ويحتضن سهل صبرة، بأولاد ستوت، خزانات وقود يتم فيها تخزين المحروقات، دون مراعاة للحقول المجاورة، فاندلاع حريق أو انفجار سيجعل النيران تأتي على مساحة كبيرة من الأشجار والحقول، والتسبب في خسائر فادحة. ولا يقتصر الأمر على سهل صبرة، فالحديث يشمل كذلك مدينة سلوان، حيث يتواجد بها على الأقل خزان واحد للمحروقات، غير بعيد عن الساكنة. الحديث عن الخزانات العشوائية يأخذنا للحديث عن الغش في جودة المحروقات وتزويرها، وبيعها بأسعار أدنى نسبيا من التي تباع بها داخل محطات الوقود، لكنها تتسبب في أعطاب للسيارات وأضرار خطيرة. ولا يعمد أغلب أصحاب السيارات المتضررة إلى وضع شكاية ضد المتسببين في الأضرار، حيث يكتفون بإصلاحها دون إثارة للموضوع، ما جعل هؤلاء يستمرون في عملهم بعيدا عن أي متابعة. وكانت عملية أمنية مشتركة قد أسفرت قبل أيام عن اعتقال عدد من الأشخاص على صلة بخزانات وقود عشوائية بعدد من مناطق الجهة الشرقية، بينها أولاد ستوت.