في إطار تفعيل توصيات المجلس الأعلى للقنص لموسم 2012 / 2013 ومن أجل الحد من ظاهرة إنتشار الخنزير البري بالشرق وما يخلفه من أضرار على المنتجات الفلاحية، قامت المدرية الجهوية للمياه والغابات و محاربة التصحر بالشرق بإعداد برنامج إستعجالي لتنظيم الإحاشات في المناطق التي تعرف إنتشارا كبيرا للخنزير البري ( النقط السوداء ) من أجل إعادة التوازن الطبيعي لهذا الوحيش. وعليه، إنعقد عشية يوم الإثنين 01 أكتوبر الجاري بأحد القاعات التابعة لنادي المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لملوية بإقليم بركان، لقاء تواصليا ضم إلى جانب المديرية الجهوية للمياه و الغابات ومحاربة التصحر و المديرية الجهوية للفلاحة ، ممثلين عن الغرفة الفلاحية ( الناظور – الدريوش – بركان ) قصد تدارس الإجراءات العملية الكفيلة بتسريع وتيرة تنظيم الإحاشات. ففي بداية اللقاء، تقدم بنعيسى بوعلو رئيس لجنة البيئة و المياه و الغابات بكلمة شكر وجهها لكل من أعضاء الغرفة الفلاحية للجهة الشرقية و المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وكافة الحضور على تنظيم هذا اللقاء الذي جاء في وقت يكتسي أهمية كبيرة نظرا لإستفحال ظاهرة الخنزير البري بمعظم مناطق الجهة الشرقية لطبيعتها الجغرافية المتنوعة ، حيث أصبح هذا النوع من الوحيش مصدر قلق للساكنة التي تقدم شكايات بإستمرار في الموضوع لما يشكله من خطورة على الفلاحة عموما من قبيل تدمير المحاصيل الفلاحية و قنوات المياه و التجهيزات الهيدروفلاحية ، ولم تسلم من أضرار هذا الحيوان حتى الماشية و الإنسان ، وأضاف الرئيس بوعلو أن إستفحال هذه الظاهرة ستؤدي إلى إنعكاسات سلبية على التوازن البيئي و الطبيعة ككل، وأردف قائلا في نفس السياق أنه رغم المجهودات الجبارة التي تبذلها المندوبية السامية للمياه والغابات و مختلف السلطات الإدارية في مجال الحد من ظاهرة إنتشار الخنزير البري والأضرار التي يسببها، إلا أن المشكل تفاقم بشكل كبير، وأضحى يشكل هاجسا أساسيا لساكنة المنطقة، نظرا لمجموعة من العوامل منها قلة فترات القنص وعدم تمكين الجمعيات المهتمة بالقنص من وسائل العمل، و كذا الإشكاليات المرتبطة بمنح رخصة الإحاشة، ليختتم الرئيس بوعلو كلمته بسؤال وجهه إلى المندوب الجهوي للمياه والغابات عن ما هي الإجراءات القانونية والتطبيقية التي تم إتخادها لتدبير أعداد الخنزير البري، وما هي الإستراتيجية الوطنية في تتبع دينامية و تحركات وإتنشار هذا النوع من الوحيش لتجاوز هاته الظاهرة لمصلحة القطاع الفلاحي و الغابوي والمحافضة على التنوع الحيواني وكذا الأنشطة المتعلقة بالصيد البري. بعدها أحيلت الكلمة لعمار رابحي المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر الذي قدم قراءة مستفيضة لأهم الإجراءات و التدابير المتعلقة بإحاشات الخنزير البري، وذلك عبر عرض برنامج أولي يهم مرحلة القنص الممتدة ما بين أكتوبر و دجنبر، والذي أعدته المديرية الجهوية للمياه والغابات على مستوى الجهة الشرقية، إضافة إلى وضع مخططات و خرائط توضيحية بغية تفعيلها على أرض الواقع، وقد تمحور العرض حول الخصائص البيولوجية والإيكولوجية لنوع الخنزير البري، وخصائص التوالد لديه، ونسبة التكاثر وأسباب إختلاف التوازن، فيما تم عرض المقتضيات القانونية و التقنية لتدبير الوحيش والتوزيع السنوي لإحاشات الخنزير للجهة الشرقية وعلى حسب الأقاليم لموسم 2011 – 2012 إضافة إلى تدبير مجموعات الخنزير برسم موسم القنص 2012 – 2013 . بعد دلك فسح المجال لمناقشة أهم النقط التي ضمها برنامج اللقاء.. إضافة إلى سرد مجموعة من المشاكل التي يعاني منها المنتج الزراعي و فلاح الجهة.. الخاسر الأول والأخير بسبب هذا النوع من الوحيش.