سطر منتخب المغرب إنجازا تاريخيا ببلوغ نصف نهائي كأس العالم (قطر 2022)، بعد الفوز على البرتغال بنتيجة (1-0)، مساء اليوم السبت، ضمن منافسات ربع النهائي. وقدم منتخب المغرب مجددا وصفة دفاعية تدرس مستوحاة من الزمن الجميل للكرة الإيطالية، بعد أن قلص الأسود من خطورة البرتغال، مع الاعتماد على سلاح المرتدات عبر المتألق يوسف النصيري. بدلاء محاربون افتقد وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، الثنائي نصير مزراوي ونايف أكرد للإصابة، ليتم تعويضهما تواليا بكل من يحيي عطية الله وجواد يميق. ثم جاء الخبر الأسوأ بدم قدرة رومان سايس علي إكمال المباراة، ليترك مكانه لأشرف داري، ومع ذلك أوفى البدلاء بالمطلوب ولم تهتز منظومة دفاع الأسود الحديدية، ليتأكد ما قاله الركراكي سابقا بتوفره على بدلاء محاربين. دفاع حديدي محلي سجلت مباراة البرتغال حدثا فريدا في تاريخ الكرة المغربية، حين أقحم الركراكي خلال الشوط الثاني، اللاعب بدر بانون ليكتمل دفاع حديدي، من إنتاج الدوري المحلي. ولعب "الحارس ياسين بونو والمدافعان عطية الله وأشرف داري" ثلاثي الوداد السابق، وثنائي الرجاء السابق "بدر بانون ووجواد يميق"، فيما شكل أشرف حكيمي الاستثناء حيث كانت بدايته داخل ريال مدريد. مروحية النصيري أوفى النصيري بما تعهد به وهو التسجيل في مرمى البرتغال، لتحضر الدقيقة 42 التاريخية في مشوار اللاعب حين كرر بشكل مطابق تماما لما فعله في مونديال روسيا وهو يرتقي أعلى من الجميع برأسه ويكرر هدفه الشهير في مرمى إسبانيا. وتسبب هدف النصيري، في ذهول ودهشة كريستيانو رونالدو ودكة بدلاء البرتغال، بصعود عالي ربما الأعلى في المونديال، ليصل لهدفه الثالث ويصبح الهداف التاريخي لبلاده في كأس العالم. تنويم مغناطيسي شرب منتخب البرتغال من نفس كأس إسبانيا، ولعب عشرات التمريرات العرضية دون العثور على حلول، ولدغهم الركراكي بالمرتدات الخاطفة التي كادت أن تنجح عن طريق عطية الله والنصيري وحكيم زياش. وبدا البرتغال تحت وقع التنويم المغناطيسي لوليد الركراكي، وبعدها ينتفض المنتخب المغربي بردة فعل غادرة تجهز على الخصم بهجمات رائعة عبر المتألق يوسف النصيري. منظومة لا تمل صمد المغرب في كافة مبارياته أمام منافسين من عيار ثقيل يمثلون مدارس أوروبية عريقة متجاوزا لحظات عصيبة ومرهقة ذهنيا، بل كان الهدف الوحيد الذي استقبله في مرماه سجله أكرد بالخطأ ضد مرماه أمام كندا. وهي منظومة لا تشتغل مثلما قال الركراكي عبثا، بل كل شيء مدروس يرهق الخصوم ويستنزفهم ذهنيا وبدنيا، دون أن تهتز أو تفقد المنظومة للتوازن، إذ يظهر المغرب مثلما قال نجوم إسبانيا وكأنه يلعب بأكثرية عددية.