عودة من جديد اعزائي القراء في قصة جديدة من قصص سلسلة "اقرأ" للكاتب احمد بوكماخ، وهو الاب الروحي والبيولوجي لهذه السلسلة من خمسة أجزاء ،هذه السلسلة التي جاءت من مرحلة ما بعد استقلال المغرب لترسم بعد ذلك مسار جيل عريض من المغاربة ،الذين طالعوا قصصا على قدر كبير من التفرد والتميز في سلسلة "اقرأ" منذ سنوات الخمسينات وحتى أواخر السبعينات ، ولا يزال الكثير من الناس يشترونها اليوم ،من أجل احفادهم .إنها قصة حب كبير بين مغاربة كثيرين وبين تلاوة اقرأ. ساتقاسم معكم اليوم من خلال هذا العمود قصة أخرى لكاتبنا احمد بوكماخ على شكل نشيد بعنوان "جاء المطر" وكتبه كما يلي: جاء المطر يا اخوتي جاء المطر هيا اجلسوا تحت الشجر هيا خذوا مني الزهر هيا كلوا هذا الثمر واستنشقوا طيب الزهر لا تلعبوا جاء المطر اولائك الاطفال الذين تحدث عنهم بوكماخ وهم تحت قطرات المطر ،البرائة والنقاء،الحب والصفاء،الطمئنينة وقطرة الوفاء،كلها معاني عظيمة تتجلى في أصغر كائن في البشرية وهو الطفل ،الانسان يمر بابهى القيم النبيلة وهو في مرحلة الطفولة ،فهي المرحلة التي تتكون فيها شخصية الإنسان وتصقل خصاله وتهذب وفيها من الحب والصدق والظفر والراحة مما يجعلها مميزة بكل تفاصيلها .كم هي عظيمة هذه الطفولة ،فلما لا يغيثهم الله سبحانه وتعالى بأمطار الخير وما كان يتنبؤ له كاتبنا احمد بوكماخ بعد مرور أكثر من نصف قرن ،ان بلادنا في السنوات الأخيرة ستغيب عنها تلك الأمطار التي كانت تنزل على الأطفال ،وستعيش جفافا من قلة تهاطلات الامطار والتي تأثرت بتأثير واسع على الحياة الاجتماعية والبيئية والفلاحية والاقتصادية ومستوى معيشة الإنسان ونشاطه. اولائك الاطفال الابرياء الذين سقطت عليهم الامطار في صغرهم,ربما البعض منهم أصبحوا راشدين ورجال اتسموا بالخبث،والحقد والكراهية للغير،واكل مال اليتامى ،ومنهم من أصبح سياسيا فاسدا لا يصلح أن يكون ممثلا للمجتمع لأن السياسي الفاسد غير قادر على حل الأزمات والمشكلات لأن الإدمان على الأزمات كالادمان على المخدرات،والعيب فيمن اختارهم واوصلهم إلى مراكز القرار ،والبعض منهم لا يتوفر حتى على الشهادة الابتدائية أو الإعدادية ،وكان هذا هو الخطأ القاتل،نستبعد الكفاءات والخبرات ،ونترك المجال للفاسدين الذين يحولون المؤسسات إلى ملكيتهم ،وبتعليمات من مسؤولي احزابهم يوزعون المناصب للفاسدين أكثر منهم ،ويتم التوظيف والصفقات على اعتبارات حزبية،ناهيك عن هضم حقوق الناس... في بلادنا وفي السنوات الأخيرة لاحضنا على الأطفال الذين تحدث عنهم احمد بوكماخ يتعرضون لاعتداءات جنسية من طرف متسكعين ،وحتى من طرف مدرسيهم وحراس المدارس والذين تم تشخيصهم بالبيدوفيليا ،ومنهم من الأطفال من قتل بطرق بشعة،ناهيك عن فضائح " الجنس مقابل النقط" من طرف أساتذة جامعيون الذين مارسوا الجنس على طالباتهم وقدموا للعدالة والذين أدينوا بما نسب إليهم ،كما كثرت الخيانة الزوجية وضبطها بممارسة الجنس،او عن طريق الهاتف بتبادل رسائل نصية غرامية،او أشرطة اباحية،وظهور ايظا مافيا العقار والسطو على ممتلكات الغير بوثائق مزورة،وعقود عرفية لمالكين وهميين...ووووو. ولكل هذه المعاصي والذنوب والجرائم التي ذكرناها الا تغضب الله سبحانه وتعالى ،الا تكون سببا في عدم نزول الأمطار والغيث على بلادنا،وجاء في القرآن الكريم أية( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون).اضف إلى ذلك من يكنزون الأموال ولا يخرجون حق الله فيها ،وهذا سبب من اسباب تأخر الغيث من السماء ،وقال- صلى الله عليه وسلم -" ولم يمنعوا زكاة أموالهم الا منعوا القطر من السماء". لست بعالم المناخ أو بفقيه لاجزم بعدم سقوط الامطار أو تأخرها بل هذا مجرد راي. لو كان حيا كاتبنا احمد بوكماخ في هذا الزمان لكتب نشيدا بعنوان" جاء الجفاف" واحث اطفالنا عدم الخروج واللعب فيه. ولنثق دائما بأن الله كله خير وبأن مسيرته كلها رحمة،فما على البشر إلا أن يصلح نفسه.