عبر عدد لابأس به من سكان مدينة أزغنغان ممن إلتقتهم « أريفينو » عن إرتياحهم جراء تحرير الشوارع الرئيسية لمدينتهم من الباعة المتجولين ( الفراشة ) وعربات الخضر والفواكه المتنقلة باستعمال الدواب من شارع لآخر، اللذين أدخلوا المدينة في فوضى عارمة وساهموا بشكل كبير في تشويه لجمالية المدينة… على حد تعبيرهم. فالبعض منهم، إعتبرالحملة التطهيرية التي أقدمت عليها الجماعة الحضرية بتعاون مع السلطات المحلية بالمدينة ضد الباعة المتجولين والفراشة المستغلين للأرصفة العمومية و شوارع المدينة بمثابة جدار، وضع حدا لبعض أنواع ” السيبة ” التي عرفتها المدينة منذ إندلاع أحداث ثورة الربيع العربي أو ما بات يعرف ب”البوعزيزية” عموما، و20 فبراير بالمغرب بصفة خاصة، فيما إعتبرها آخرون حملة غير كافية، حيث لم تشمل مختلف المقاهي التي ما تزال تستحوذ على مساحات كبيرة من الأرصفة ، خصوصا بشارع محمد الخامس، أين يتقاسم جنباته كل من السيارة والدراجة والراجلة، و أن الدور الذي قامت به السلطات في هذا الشأن يثنى عليها، إلا أنه يظل غير مقنع ..في إنتظار المزيد. فيما ذهب البعض الآخر في قوله، بأن هذه الحملة ماهي إلا در الرماد في العيون، لا تكتسي الجدية والصرامة في التعامل مع مثل هذه المظاهر المخلة بالملك العمومي، وأن الزيارة الملكية المرتقبة لإقليم الناظور هو السبب الحقيقي وراء كل إصلاح أو حملة تقوم بها الجهات المسؤولة على مستوى النقاط السوداء بالمدينة، وما أن يرحل عاهل البلاد عن إقامته بأزغنغان .. ستعود حليمة لعادتها القديمة ، حينها سنرى مدينتنا بوجهها الحقيقي بدون مواد تجميل، لذا بات لزاما على المسؤولين أن يدركوا حقيقتهم و الكف عن هذه ” القزعبلات ” والبحث بجدية في إيجاد سبل وحلول مقنعة، وآلية جديدة تساهم في إنتشال الساكنة ومدينتهم من القهر والحرمان والنسيان، و الدفع بعجلة الإصلاح الحقيقي نحو الأفضل، وإلغاء نظَرِية ” الإسْتِحْمَارْ ” التي تهدف إلى وضع الرجل الغير مناسب بالمكان الغير مناسب، بالرغم من أنه لا يمتلك منهاجا وقدرة على الإبداع في تسيير الأمور. قال السيد كمال، العاطل حاليا عن العمل ( أحد الباعة المتجولين سابقا ) لأريفينو : لست راضيا.. ولا عمري كنت راضيا عن هذه المهنة، ولكن الظروف المادية إضطرتني لمزاولتها. وأضاف : لو كانت المهن تزاول بالتمني .. لصرت اليوم معلما أو أستاذا..لكن، ليس العيب في أحلامنا و أمنياتنا، بل العيب في مسؤولينا ، اللذين لم يمهدوا لها الطريق لتكون حقيقة.