الناشط الأمازيغي كمال سليمان والمنسق المحلي لجبهة العمل الأمازيغي لأيث شيشار بالناظور يكتب : إن شعب طوارق الأزواديون الأمازيغ في شمال مالي يتعرضون لإبادة جماعية و تهجير من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة وكذلك من طرف مجموعة من المرتزقة المحسبين على مرتزقة فاغنر الروسية، و التي أقدمت على زرع الرعب و القتل و النهب في إقليم أزواد شمال مالي و بإقليم أزواغ غرب النيجر. هذا الوضع المقلق الذي زاد خطورة بعد تولي مجموعة فاغنر مهام أمن الحكومي لجمهورية مالي بعد الإنقلاب العسكري الأخير الذي وقع في البلاد و الذي كان سبب انسحاب فرنسا من المنطقة و تراجع مصالحها. لكن يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أن المقاومة الوطنية لشعب الطوارق ضد الغزو الفرنسي للصحراء الكبرى دامت عقود طويلة ثم توجت بالاصطدام مع جيوش الدول الحديثة العهد، التي خلقتها السياسة الاستعمارية الفرنسية بالمنطقة. قاوم المناضلون الطوارق بثبات وبروح المقاومة الوطنية وذلك من أجل تقرير مصيرهم و تحرير شعبهم و أراضيهم من التبعية و الخضوع و التفرقة و الإضطهاد و الإقصاء و الإضمحلال، إلا أنه بعد تنامي مشروع القومية العربية و المنهجية البعثية و غزوها عقول الأجيال و نظرا للظروف لمجموعة من المتغيرات القائمة أنذاك، و التي أفرزت ظهور جماعات إرهابية مرتزقة تخدم مصالح الأنظمة البعثية العربية بشمال إفريقيا و في نفس الوقت تضمن تواجد القوات الفرنسية لحماية مصالحها في المنطقة بما فيه إستنزاف الموارد الطبيعية. في 2012 أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد بمشاركة كل شرفاء الطوارق بشمال مالي إستقلال جمهورية أزواد، إلا أن هذا الإستقلال لم تعترف به أية دولة مجاورة أو أية دولة إفريقية أو أي دولة ممثلة في الأممالمتحدة، و بقي النزاع قائما بين أزواد و مالي و فرنسا و الجزائر. و تحولت المنطقة إلى ساحة صراع بين الجماعات الإرهابية المرتزقة التي إجتاحت المنطقة و الحركات الأزوادية و بين القوات الفرنسية و جيوش مالي و النيجر و اليوم تنضم إلى المعركة مجموعة فاغنر الروسية التي أصبحت تتحكم في حكومة مالي. هذا الوضع المحتقن أدى إلى زعزعة أمن و إستقرار المنطقة، خاصة بعد أن تمكن نظام الجزائر من إدخال مجموعة فاغنر التي نجحت في إنقلابها في تشاد إلى إحداث إنقلاب أخر في مالي و تتمكن هذه المجموعة بالتحكم في هذه الدولة الضعيفة لتكون منصة عمليات لمخططات روسيا التي تنافس فرنسا و بريطانيا و الولاياتالمتحدة و الأمم الحرة الإفريقية التحكم في مصيرها و مواردها الطبيعية. نعلم جيدا أن النظام العسكري الجزائري يحاول دوما تقويض إستقرار المملكة المغربية و وحدة أراضيها و وحدتها الترابية، عبر مختلف سياساتها، كما أنه كان دوما المسؤول و بتواطئ مع فرنسا لإستهداف شعب الطوارق و مقاومته التحررية، من خلال تنسيق أمني-عسكري أو من خلال تمويل و ترسيخ جماعات متطرفة و مرتزقة مسلحة تقوم بزرع القتل و النهب و الرعب في الصحراء الكبرى بما فيهم الميليشيات الإرهابية المرتزقة لما يسمى بالبوليزاريو. حيث هذه الميليشيا الإرهابية أصبحت أكثر نشاطا على الأراضي الجزائرية و الموريتانية و الأزوادية و بتنسيق مع مجموعات إرهابية تابعة أو موالية للنظام الجزائري تقوم بقطع الطرق على المواطنين و إرتكاب جرائم ضد الطوارق شملت قتل و حرق و تهجير و نهب الازواديين. هذا التحرك الخطير الذي يحدث في الصحراء الكبرى ستكون له تداعيات وخيمة على إرادة الشعب الأزوادي الأمازيغي في الإستقلال و على أمن و إستقرار موريتانيا و المغرب و ليبيا و سينغال و النيجر و كذا دول جنوب الصحراء إذا لم نتحرك بسرعة و لتوطيد سياساتنا الإستراتيجية و التصدي لهذا الخطر الذي أصبح يقترب من حدودنا كل يوم في الوقت الذي أصبحنا نتأثر بما يقع في العالم و لم ننتبه بما يقع في الجوار. و من القرارات الصحيحة التي يجب أن نتخذها كشعب مغربي ببعده الأمازيغي و الإفريقي أن نتضامن مع الشعب الأزوادي الأمازيغي في تقرير مصيره و الإعتراف بإستقلاله مما سيساعد على القضاء على الجماعات الإرهابية و نشاطها في المنطقة و قطع الطريق على مجموعة فاغنر الروسية التي أصبحت تتحكم في حكومة مالي و كذا عزل النظام العسكري الجزائري و البوليزاريو من ولوج الأراضي الأزوادية-الموريتانية و كي لا تكون ساحة تدريب لهما. نحن في عالم متغير و الأحداث تتصارع بتناوب و إن لم نأخذ القرارات الصحيحة و الصارمة تجاه مصالحنا و سن السياسات القوية المبنية على أسس ثابتة تخدم المصلحة الوطنية. بما فيه هذه المبادرة المستقلة التي تخدم المصالح العايا للشعبين الشقيقين المغربي و الأزوادي و التي تعيد الإرتباطات التاريخية و الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية التي تجمعنا و تعزز إستقرار المغرب و آزواد و توحد شعوبها. كمال سليمان : المنسق المحلي لجبهة العمل الأمازيغي لأيث شيشار بالناظور