ولدت الشاعرة الامازيغية عائشة كوردي في قرية اسمها *بقوية* بمدينة ازغنغان بإقليم الناضور سنة 1953، وعاشت طفولتها الأولى بازغنغان،وفيها تلقت تعليمها الابتدائي إلى أن حصلت على الشهادة الابتدائية،لكن نظرا لميولها إلى مجال الخياطة التحقت على الفور بدار الشباب والرياضة وتعلمت هناك فن الخياطة والطرز حيث أتقنت هدا الفن الذي كانت تهواه مند صغرها. ما تزال هده الشاعرة الريفية العصامية الفذة تتذكر باستمرار لا متناهي أيام الطفولة والمدرسة بشوق و حنين مرفقين بدموع الحسرة والاشتياق إلى الماضي، عندما كانت تدرس بمدرستها الابتدائية (مدرسة الأم) بأزغنغان. تزوجت و عمرها آنذاك لا يتجاوز 16 سنة، لتغادر بعد دلك مدينة الناضور متجهة نحو مدينة وجدة مع زوجها بحكم عمله بمناجم زليجة و توسيت هناك، انتقلت فيما بعد إلى مدينة اليوسفية و مدينة اكادير ومراكش رفقة زوجها لتستقر في الأخير بمدينة الناضور .هذا التجوال و التنقل عبر أنحاء المملكة و التعرف على أناس من مختلف المناطق و معايشة مشاكلهم اكسبها خبرة و جعلها تهتم بمشاكل الآخرين و الإحساس بهم، و ما كان للقلم والورق إلا أن يكونوا سبيلا للتعبير عن دلك الإحساس والشعور،في غياب لوسائل تعبيرية أخرى.فلا يكاد يهدأ لها بال ولا ضمير إلا بعد أن تنظم قصائد شعرية في التغني بالذات والشباب والحياة اليومية للإنسان الريفي. تقول متحدثة إلينا: تؤلمني حال امتنا و حال العالم لهذا اكتب عن جميع المواضيع الإنسانية التي أثرت فيا كثيرا لما لاحظته أثناء تنقلي عبر مختلف مدن المغرب . هي شاعرة تعمل في الخفاء،بدا إلهامها بكتابة الشعر مند سنة 2000،وأخذت على عاتقها هدا التحدي إلى أن أصدرت ديوانها الأول تحت عنوان (إيزلان د تودارت أي أشعار الحياة) الصادر عن مطبعة الأنوار المغربية بوجدة سنة 2009،وهو يضم بين ثناياه ثلاثة وعشرون قصيدة امازيغية،وقد سهر على كتابة الديوان وطبعه كل من الدكتور حسن بنعقية، والحسين فرهاد، ونجيب علالي. وتستعد حاليا لإصدار ديوان جديد لم تستقر بعد على اسم له سوف يعرف النور قريبا. هي ليست كباقي الشعراء والشاعرات بالمغرب،ولم تشارك كثيرا في الملتقيات الشعرية رغم تلقيها مجموعة من الدعاوي من مختلف الجمعيات والمنظمات بالمنطقة بحكم عوامل ذاتية وموضوعية منها ارتباطها بالبيت وتحمل مسؤولية تربية الأبناء والاعتناء بأحوال المنزل ، وكان أن شاركت وكرمت ضمن فعاليات الملتقى السادس للشعراء الشباب بمدينة الناضور من تنظيم رابطة المبدعين المغاربة بالريف شهر ابريل الماضي،والدي كان له وقع ايجابي لنفض بعض الغبار على هدا الوجه الشاعري الأنثوي الذي لطالما طاله النسيان. عموما فالحديث عن سيرة عائشة كوردي قد يتطلب منا صفحات،لكنها اختزالا هي شاعرة امازيغية حملت لواء الإنسانية عبر بوابة الشعر وتوفقت في إيصال رسالتها وتبليغها للجمهور الريفي الامازيغي خصوصا والمغربي عامة.