دعت الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية الحكومة الأميركية إلى التحقيق في التقارير التي نشرها موقع ويكيليكس بشأن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على العراق منذ عام 2003 والتي شملت 400 ألف وثيقة سرية تشير إلى تجاهل قوات الاحتلال الأميركي تعرض معتقلين عراقيين للتعذيب ومقتل عدد كبير من المدنيين. وتعتبر الوثائق أكبر تسريب لوثائق سرية عن الحرب في التاريخ. وقال المقرر الخاص حول التعذيب في الأممالمتحدة مانفريد موفاك إنه "في حال ثبتت صحة الوثائق المسربة ، فستعتبر انتهاكاً واضحا لمعاهدة جنيف ضد التعذيب." مضيفا أنه بموجب المعاهدة ، تعتبر الدول مجبرة على تجريم أي نوع من التعذيب مباشر أو غير مباشر وبالطبع التحقيق في أي قضية وجلب المرتكبين أمام العدالة وتوفير العلاج للضحايا. أما مدير منظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مالكوم سمارت فقد أعلن في بيان إن "الوثائق المسربة تزيد قلقنا من أن السلطات الأميركية ارتكبت انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي حين سلمت الآلاف من المعتقلين إلى قوات الأمن العراقية على الرغم من علمها أنها تخضعهم للتعذيب." مشيرا إلى أن الوثائق تتطابق مع تقرير صادر عنها حول التعذيب في العراق في سبتمبر الماضي. وشددت منظمة العفو الدولية على أنه يتعين على الحكومة الأميركية الحرص ليس فقط على ألا تخضع قواتها المعتقلين إلى التعذيب بلا ألا تسلمهم إلى سلطات يرجح أن تقوم بتعذيبهم. مؤكدة على أن "الحكومة الأميركية قد فشلت في ضمان ذلك في العراق على الرغم من المعلومات بشأن ارتكاب القوات العراقية التعذيب بدون محاسبة." ورد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل الجمعة بوصف نشر الوثائق بالعمل المخزي ويعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر. وقال إن "الوثائق المسربة هي أكبر بأربع مرات من الوثائق التي سربها الموقع في الصيف الماضي حول الحرب في أفغانستان وتعرض جنودنا للمزيد من الخطر ونحن ندينها". وأضاف "إن ويكيليكس لا تزال تعرض للخطر حياة جنودنا ، وشركائنا في التحالف وأولئك العراقيين والأفغان الذين يعملون معنا." واعتبر أن النهج الوحيد المسؤول لويكيليكس للقيام به في هذا الوقت هوإعادة ما وصفه المواد المسروقة وإزالته من مواقعهم الإلكترونية في أقرب وقت ممكن. و قال موريل "إننا ندين بشدة الكشف غير المسموح به لمعلومات سرية ، ولن أعلق على هذه الوثائق المسربة أكثر من ملاحظة أن "الأنشطة الهامة المذكورة هي أولية ، وملاحظات أولية من قبل وحدات تكتيكية." واضاف "إنها بالأساس لقطات من الأحداث سواء مأساوية ودنيوية ولا تروي القصة بكاملها. ومع ذلك ، فإن الفترة التي تغطيها هذه التقارير كانت وردت جيدا في القصص الإخبارية والكتب والأفلام ، وأن نشر هذه التقارير الميدانية لا يوصل إلى فهم جديد لماضي العراق." وفي بغداد ، قال ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجأة".واوضح كامل الامين المتحدث باسم الوزارة ان "التقرير لم يشكل اي مفاجأة لاننا اشرنا الى امور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن ابي غريب وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الاميركية". واضاف "بالنسبة لنا لن نفاجىء بمعلومات جديدة". وتابع ان عدد القتلى الذي كشفت الوثائق انه بلغ 109 آلاف منذ بداية الغزو في 2003 "قريب من الارقام التي اعلنتها وزارة الصحة العراقية". واكد ان "حقوق الانسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل عبير ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة". بدوره قلل نائب عراقي سني من حجم المعلومات التي نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني عن الانتهاكات التي قامت بها القوات الامريكية خلال غزوها للعراق واعتبرها معلومات"متداولة بين العراقيين ولا جديد فيها ". وقال النائب محمد اقبال ، عضو جبهة التوافق العراقي ، "حتى الآن ما تم نشره من وثائق سرية لحجم انتهاكات القوات الامريكية والقوات العراقية عبر موقع ويكيليكس لا جديد فيها وهي معلومات متداولة لدى العراقيين وفي وسائل الاعلام وبالتالي فأن مانشر امر عادي جدا ولا جديد فيه ولكن اتوقع عندما يتم التعامل مع وثائق اخرى اكثر سرية فأن الموقع ربما يضطر تحت التهديد لايقاف نشر المعلومات" .