الرهان خاص شهدت الندوة التي كانت مقررة بين ربيع الخليع المدير العام للسكك الحديدية وعبد العزيز الرباح وزير النقل، حول "تي جي في" (القطار الفائق السرعة) انسحابا للطرفين، بعدما تم توزيع وثائق تعارض المشروع، وهذا ما اعتبره المنسحبان "سلوكا غير أخلاقي". وحسب مصادرنا، يقف وراء توزيع تلك المنشورات معارضو إقامة مشروع "تي جي في" بالمغرب. وكثيرا ما يتم التعامل مع الموضوع بكثير من "الحماس الزائد" لا من قبل المدافعين عن المشروع، ولا من قبل المعارضين له، في حين أن كل ما في الأمر أن هناك رؤيتان مختلفتان للمسألة ولكل واحدة مبرراتها، والرأي العام هو الحكم. إذا استطاع المعارضون إقناع الرأي العام، سيتوقف المشروع، وإذا استطاعت إدارة السكك الحديدية إقناع الرأي العام، المشروع سيستمر. منطقبا، كان على البرلمان أن يكون محتضنا لهذا النقاش، باعتبار البرلمان هي المؤسسة التي توافق أو تعارض صرف ميزانية المشروع. لكن، وبالنظر لكل الهزال الذي على البال، ظهر النقاش في الشارع وبقي فيه، لأنه لم يجد من يدخله إلى حيث يجب أن يكون، أي المؤسسة التشريعية. ومع النقاش الجاري بعنوان: هل مشروع "تي جي في" ضروري أم لا في المغرب؟ ظهر نقاش هامشي، يكاد يسيطر على جوهر الموضوع، ويتعلق بتغير موقف حزب العدالة والتنمية من الموضوع، حيث كان معارضا للمشروع لما كان في المعارضة، وصار مساندا له بعدما أصبح في الحكومة. ولهذا، لم يعد النقاش حول "تي جي في" أو "لا تي جي في"، بل صار موقف العدالة والتنمية هو جوهر النقاش، ليصبح الحزب مصدر أزمة "تي جي في" أكثر من أي شيء آخر. هل ستختار السكك الحديدية الدفاع عن مشروعها لوحدها للتخلص من ثقل الموقف السياسي السابق لحزب المصباح؟ وماذا عساها تفعل مع الوزارة الوصية في إطار الحكومة الملتحية؟ الدرس لكل الأحزاب، حتى لا تبني مواقف متسرعة تجد نفسها مضطرة للتراجع عنها.. حزب العدالة والتنمية، وقد غير موقفه مطالب بالإعتذار !!