كان وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني دبلوماسيا كعادته وهادئا أكثر من عادته وهو يتحدث للصحافيين بعد انتهاء جولة المحادثات غير الرسمية بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو يوم الثلاثاء 13 مارس الجاري. ومع هذا لم يذكر الوزير الإسلامي المعتدل أي شيئ عن فحوى المحادثات ولا أي معطى حول مدى التقدم من عدمه، واكتفى بذكر محيط المفاوضات، ليس حتى في مانهاست بالولايات المتحدة، ولكن في المغرب العربي من حيث جاء المفاوضين قاطعين أكثر من ثمان ساعات من الطيران. وهكذا، قال وزير الشؤون الخارجية سعد الدين العثماني إن الجولة التاسعة من المحادثات غير الرسمية حول الصحراء تأتي في "مناخ خاص" تشهده منطقة المغرب العربي في ضوء التحولات الإيجابية التي أفرزها الربيع العربي و"الدينامية الجديدة " على الصعيد الإقليمي المتميزة بالتقارب المغربي - الجزائري. وأضاف أن "هذه المرة٬ تأتي المحادثات حول الصحراء في مناخ خاص في ضوء التحولات الإيجابية التي أفرزها الربيع العربي والمتميزة بالدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات المغاربية وخاصة التقارب بين الرباط والجزائر". موضحا أن هذا المعطى الإقليمي الجديد " يتطلب من كافة أطراف النزاع حول الصحراء تغيير رؤيتها واعتماد مقاربة جديدة "٬ موضحا أن "هذا هو بالضبط ما يحرص المغرب على المساهمة فيه". وقال "نحن متفائلون بالمستقبل بالنظر إلى التحولات الإقليمية الإيجابية التي تفرض على كافة الأطراف على تغيير رؤيتهم والعمل وفق مقاربة مبتكرة٬ وهو ما يحرص عليه المغرب". وسجل السيد العثماني٬ في هذا الصدد٬ أن الجولة التاسعة تأتي أيضا "في سياق التطورات الديمقراطية الإيجابية الهامة التي شهدتها المملكة وخاصة في مجال تعزيز حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية". وذكر الوزير بأن عددا كبيرا من أبناء الصحراء اندمجوا تماما٬ منذ سنوات خلت٬ في الحياة السياسية٬ ويشاركون في مختلف الاستحقاقات الانتخابية مشيرا إلى أن عددا منهم أعضاء في الجماعات المحلية٬ والمجالس المنتخبة٬ والبرلمان أو هم سفراء وقناصلة أو يشغلون مناصب سامية.