حميد المهدوي أن لا يتفق الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية مع عبد العزيز الرباح وزير التجهيز والنقل في كشف الأخير عن لائحة المستفيدين من "الكريمات" أمر يمكن استساغه لدواع عديدة (..) لا يتسع المجال هنا لذكرها. لكن، أن يصنف نبيل بن عبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، ماقام به الرباح في دائرة المعارك الهامشية والفرقعات إلإعلامية، فهو أمر مثير للسخرية حد العبث والتقزز. إذ كيف سمح الوزير لنفسه، بأن يعتبر أهم خطوة في اتجاه دك "قلاع الريع" مسألة هامشية وفرقعة إعلامية وهو الذي ظل دوما "يزايد" على خصومه ب"تقدميته" ويتباهى بإنتمائه لمدرسة فكرية وسياسية تدعي إنتصارها لمبدأي الشفافية والوضوح ! ولعله من "علامات الساعة السياسية" في المغرب، أن تجد معارضين للحكومة أمثال الإتحاديين ادريس لشكر وحسن طارق يشيدان بما أقدم عليه الرباح في وقت يهاجم فيه وزير من الأغلبية و"شيوعي سابق" ما أقدم عليه وزير من الحكومة. ومن المؤسف جدا حد "الخزي والعار" أن يتماهى موقف زعيم (إشتراكي) هو سليل الخط الفكري والسياسي لعلي يعته، مع أعداء التغيير والوضوح، في مسألة "آتون الريع"، فقط، لأن إحدى مناضلات الحزب قد ذكرت ! في اللائحة سواء عن حسن نية أو سوئها، وصدق الزعيم الأحمر "ماو تسطونغ" حين قال: "إذا وجدت نفسك والعدو تنتجان نفس الموقف فراجع حساباتك". إن المغرب ياسيد بنعبد الله بتحدياته ورهاناته الإستراتيجية أكبر من كجمولة بنت أبي، وكل المصالح الضيقة لحزبكم، كما أن خطوة الرباح تبقى أصدق عربون سياسي عن إرادة الإصلاح الذي ترددتم فيه لأكثر من عقد من الزمن، الإصلاح الذي لن يغمض، لجيوب المقاومة، جفن حتى يتم إجهاضه، وكم نخاف اليوم، أن يكون بين الحكومة من يسعى إلى ذلك، وما نظن الرباح كان مرتجلا حين قال للرد عليكم:" إني أشتغل بما يمليه علي ضميري" والفاهم يفهم".