يتداول الرأي العامي الفاسي قصة مواطن مغربي مقيم في فرنسا ببيربينيون، قام سنة 1976 بشراء حوالي 500 مترا مربعا في فاس لبنائها لاحقا بعد تقاعده في فرنسا وعودته النهائية للمغرب، وهو الحلم الذي يراود أغلب المهاجرين المغاربة. عاد المواطن بنعيسى الفريخ (الثني من اليمين) إلى مدينة فاس يوم 11 دجنبر الماضي، ووذهب لزيارة بقعته الأرضية يوم 13 دجنبر، ليجد أن شخصا آخر يبني عليها مجموعة سكنية متكاملة بترخيص من بلدية بنسودة. من هول الصدمة، أغمي على الرجل وفارق الحياة عشية نفس اليوم إثر تعقيدات في التنفس. وكان المواطن المغربي المقيم بالديار الفرنسية معروفا في أوساط المهاجرين، حيث كان نشيطا بعدد من الجمعيات، وبإحدى الوداديات (جهاز أنشأته الدولة المغربية لتأطير المواطنين بطريقتها)، مما جعل الخبر ينتشر بأقصى سرعة في أوساط الجالية التي تجعل من قصص السطو على ممتلكاتها في المغرب القصص المفضلة لجلساتها. المواطن الذي وافاه الأجل، كان نشيطا إلى جانب السفارة وكان وجها مرحا ولم يتردد في وضع النشيط الوطني كصوت نداء في هاتفه النقال، وتخصص له الجالية يوم 13 يناير 2012، يوما للترحم عليه ببيربينيون. ويواصل أبناء المرحوم متابعة ملف أبيهم، ويقولون إن سلطات بلدية بنسودة لم تكشف لهم عن ملابسات منح رخصة البناء لشخص على قطعة أرضية لا يملكها.