تحول لقاء مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج، نظم مساء أول أمس بقصر بلدية القنيطرة، بمناسبة اليوم الوطني للمغاربة المهاجرين، إلى جلسة لمحاكمة الإدارة المغربية، والاستماع لضحاياها من المهاجرين، الذين أذرف بعضهم الدموع، وهم يروون قصتهم مع المساطر الإدارية المعقدة، ومصادرة أملاكهم وحقوقهم في غفلة منهم، والمعاملة غير اللائقة التي يلقونها من بعض المسؤولين المحليين، في حين ذهب بعضهم إلى كشف الوجه الآخر لممثلي البلاد بالخارج، حينما أسهبوا في ذكر تصرفاتهم التي قالوا إنها تسيء إلى المغرب والمغاربة. «أنا الفاكانس ديالي دوزتو غير بين البلدية والوكالة، والله عار هاذ الشي، راني مرضت» بهذه العبارة افتتح المهاجر مسعود لمشاشتي، المقيم بالديار الفرنسية منذ ما يزيد عن 40 سنة، تدخله، وبنبرة يطبعها الحزن والأسى يضيف «أنا دبا مهاجر في عمري 58 سنة، في كل مرة نتقلى نفس المشاكل، سيدينا الله ينصرو تيقوم بالواجب، لكن شي وحدين الله يهديهم، راه ديرين فينا مابغاو». وكشف لمشاشتي، المسؤول عن الجالية المغربية بمنطقة «موينة أوغليا» الفرنسية، إنه يجد صعوبة كبيرة في إقناع أبنائه خلال أيام العطل بزيارة المغرب، نتيجة ما يعاينونه من سوء تصرف الإدارت بمختلف المصالح، وقال «غادي يجي واحد الوقت، ولادي ما غاديينش يبغيو يجيو للمغرب، هم يحترمونني الآن، لكن بعد وفاتي، أكيد أنهم لن يعودوا إليه مجددار لخص المتحدث مع وكالة العمران، في كون هذه الأخيرة سلبت منه بقعته الأرضية بتجزئة الحدادة بالقنيطرة في غلفلة منه، كان ينوي إقامة مشروع استثماري بها، قبل أن يتفاجأ أثناء عودته من فرنسا بمصادرتها دون وجه حق، حسب تعبيره، موضحا أنه راسل جميع الجهات المعنية قصد إنصافه، لكنه لم يتلق أي رد عنها. في حين أكد محمد، مقيم بمدينة مونتريال الكندية، أن المشاكل التي يعانون منها مع الإدارة، هي في طبيعتها بسيطة، لكنه اتهم جهات بتعقيدها، وقال «هناك من يعقد المساطر ويفسرها حسب هواه، لقد أصبح أداء الواجب مستحيلا، بغينا المسؤولين أعباد الله يزيدو معانا القدام، حنا راه كانبغيو بلادنا وكنموتو عليها«. وأوضح المصدر أن المشاكل التي كان يعاني منها المهاجرون هي نفسها التي ما زالت قائمة، بفعل عقلية الإدارة التي لا تريد مواكبة الإرادة الملكية، وزاد «للأسف هناك أناس يتحدون القانون، ونحن نحتج على الظلم الذي يلحقنا في كل مرة نحط فيها الرحال بالمغرب». وفي نفس السياق، وجهت سعيدة التازي، المهاجرة المقيمة بإيطاليا، ورئيسة جمعية مسيرة للدفاع عن المغاربة المحتجزين بتندوف، في معرض كلمتها في هذا اليوم الاحتفالي المخصص للجالية المغربية بالخارج، انتقادا لاذعا للسلطة المحلية في شخص والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، واتهمته بالامتناع عن توقيع وثيقة خاصة بها موضوعة على مكتبه منذ ما يقارب الستة أشهر. وأشارت التازي، العضوة أيضا بالجمعية الدولية للنساء، مقرها بجنيف، إلى أن العراقيل والتعقيدات الإدارية كبدتها خسائر مادية جسيمة، وقالت «حنى ولينا غراب في بلادنا، في ظرف 6 شهور خسرت ستين مليون، والريوس القاصحين تهرسوا شي شويا». بينما طالب مهاجر يقطن بأمريكا عباس الفاسي بالتدخل لدى الوزير غلاب لتخفيض الأثمنة الخيالية التي تفرضها الشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية، وقال إن هناك شركات أجنبية منافسة تنظم رحلاتها إلى المغرب بنصف التكاليف التي تضعها «لارام» على نفس الرحلات، وهو ما جعل القاعة تهتز بتصفيقات الحاضرين، مناشدا في الوقت نفسه محمد بوسعيد، وزير السياحة، إلى الكف عن إذاعة روبرتاجات عن المغرب، وصفها بأنها تسيء إلى المغرب، وتشوه سمعته، وتعويضها ببرامج تعرف بمميزات المغرب الحقيقية، ومؤهلاته الطبيعية السياحية. في حين صب جواد الكلعي، الطالب السابق بالمعهد الفليني بمدينة طورينو الإيطالية، جام غضبه على القنصلية المغربية بالمدينة، واتهمها بإساءة معاملة المهاجرين المغاربة غير الشرعيين، وقال إن هؤلاء محرومون من الحصول على جواز سفر خاص بهم رغم أنهم مغاربة حتى النخاع. وانتقد الكلعي الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون المغاربة بالخارج مع المهاجرين المغاربة، وكشف أنه اضطر ذات مرة، رفقة مهاجرين آخرين، إلى طرد تاج الدين بادو، السفير السابق للمغرب بإيطاليا، ومنعه من حضور اجتماع بمقر الأممالمتحدة بطورينو، لكون هذا الأخير رفض في وقت سابق تلبية طلب الجالية المغربية بعقد لقاء لطرح مشاكلهم، وتحديد الناطق الرسمي باسمهم بجهة «بيومونطي» الإيطالية.