عبد الرحيم العكزي أعرف يا مولاي أنك تعرف كل شيء، وأخفوا عنك الكثير من هموم ومعاش رعاياك الوطنيين، وطنيين يعتقدون أن محمد الخامس ما زال يحكم البلاد، وطنيين أخافهم أباك، وخافوا جدا عليك، لست ناطقا باسمهم وليست لي شرعية، بل لأن ممثليهم اقتربوا منك فنسوهم وغربوهم حتي صارت السياسة لهم لعب ولهو، نعم يا مولاي، شعبك يئس الانتظار وأصبح غريبا في بلاده فرأى الجنة في الجوار، لأن الساسة لم يصنعوا الأمل سوى لأنفسهم وذويهم أقارب ذويهم كطبقات راقية تزداد رقيا وتستفيد بلا حسيب ولا رقيب من ثروات بلدنا. وكلهم يا مولاي، يعيشون من السياسة، يستثمرون ويسترزقون بهمومنا وبوحدتنا الوطنية، ولا يريدون لها حلا، و إذا حلها أشراف الشعب، بدمائهم وذممهم، يذهبون إلى مزبلة التاريخ، فالصحراء مغربية والقدس عربية، ولن يترك الوطنيين الأبرار عرائس العروبة تدنس، وفي مغربنا يدخل التاريخ تكنوقراطيين يجيدون جدا حبك ملفات الاستيلاء الفردي والجماعي على أراضي الجموع، يأكلون أموال المواطنين بالباطل.....، ينافقونك كل لحظة، ولا يصلك ملف مواطن عادي أو مشروع فاعل مدني فهو لا يتقن لغة التملق والخنوع، ولا يعطي أموال حتى تصل جنابكم سيرته الذاتية، و لا يهدف إلى التوشيح والتعالي على المواطنين... للأسف الشديد يا مولاي كل القيم المغربية الأصيلة أضحت تجارة مقننة لأصحاب النفوذ ولمن يتمتع برعايتك. الأخلاق أفسدوها، فصرنا لا نعرف الصالح من الطالح، و لا نعرف المحضورة من الضرورة. فبنات شعبك تراقصن كل مساء فوق تراب مملكتك أل سعود، قاصرات في الحانات تبحث، أحيانا مجبرة وأخرى مختارة، عن زبناء يعيلون حاجاتها الأساسية، وامرأة في الخمسين قوتها مرتبط بدراهم زوار المراحيض في المقاهي والحانات، وأخرى تجول بين رعاياك الوطنين تطلب العون والإحسان، كذلك وغيره به، أمهات فلذات أكبادهن، وفيها السكن والتطبيب..، هذه مهن جديدة لم ولن يقولون لكم عنها، ولن يقولوا لكم عن بطاقات الإنعاش الوطني التي توزع على الموظفين والمقربين، ولن يقولوا لكم عن المواطن الموظف في أربع مصالح مختلفة من القطاع العام، ولا يهمهم أن تموت الكفاءة مع أهلها في الشوارع والمحطات الطرقية، وأن الولوج للحقوق الإنسانية في وطننا الحبيب، يحتاج إلى مقابل، أحيانا يكلف الأسر جل ممتلكاتها، ولا يعرفون أن بلادنا تحتاج إلى الكفاءة وليس إلى الشهادة وأن المغرب قريبا سيطلب اطر من الخارج، و لا يعرفون أن التمييز بين المواطنين قد يؤدي إلى مغربين، وأن الشعب المتضامن أقوى على ألف نظام عسكري، و لا يعترفون بأن الفقراء هم الوطنيين قولا وفعلا. شباب يا مولاي أركان إيمانهم وأوطانهم كرة اسبانية، فايسبوك ومخدرات يصنعون بها بلاد فردوس وسط عفن، شباب جد ضعيف يسهل على القراصنة من فقهاء تدمير الشأن العام استعمالهم لأغراضهم الخاصة ولا يعرفون، لأنهم همشوا، سلبت حريتهم، لم يعيشوا طفولتهم، قمعوا من التعبير، حرموا من التعليم الجيد، وكانت تلك مأوى لابد منها. ننشد الأمان من قمع الأمن، نريد الحق من الباطل، نريد الرشد من الطيش، نريد العدل من الظلم، نريد الصدق من الكذب، نريد المرأة والرجل، نريد النور من الظلام، نريد أن تعطى الحقوق لأصحابها وأن تؤدى الواجبات بما يضمن الحكامة الرشيدة، و لا نريد أن تجتمع في وطننا المتناقضات، نريد حياة كريمة تجعلنا نفتخر ببلاد فيه الكل شيء تحت القانون ولنا فيك الضامن والولي المبين. عفوك يا مولاي، قد لا أتقن قواعد الأدب ومحادثة الملوك والأشراف، لأني بدوي، ابن فلاح، والدتي عجوز أمية، أخوتي عمال، وكل أصدقائي وطنيين، إرادتهم الكبيرة واللامشروطة، الاستقرار الاجتماعي والمساهمة في بناء الوطن بوطنية، وبما يجعله في مصاف الدول المتقدمة. عبد الرحيم العكزي باحث وفاعل جمعوي