أحمد بن الصديق يا من إذا دعَت الكرامة ُسارعوا ***** وتضامنوا وتلاحموا وتوادعوا زعم المُخََيزنُ أنْ سيهزمُ جمعَكم ***** أبشرْ بطول سلامةٍ يا مَجمَعُ زعم المخيزنُ أنْ سيُخرسُ صوتكم ***** بئس النذيرُ وبئس ما يتوقعُ فأتاكمُ بجحافلٍ و مقامعٍ ***** خسئت جحافلُ كيده و مقامعُ لا تحزنوا إن المخيزنَ هائجٌ ***** متخبِّط ٌ لا يهتدي ومروَّعُ فلئن توعَّد أن يُقطِّعَ أصبُعا ***** هبَّت لنجدته في الأنام أصابعُ ولئن أصاب من الشباب أسامة ً ***** صاحَت أساماتٌ لا نذِلُّ و نخنعُ وإذا تألمتِ الجسوم لبطشهِ ***** إن القلوب لبأسه لا تركعُ إن المخيزنَ كاذبٌ و منافقٌ ***** وإذا تلطَّف فالفؤادُ مخادعُ وإذا تظاهر بالوداعة بُرهة ً ***** فاعلمْ بأن الغدرَ آتٍ يَتبعُ فلئن بلغتَ من التوحش روعة ً ***** إن الصمود أمام قمعِك أروعُ ولئن محوتَ من الجرائم أسطراً ***** فجنود ربك لا تنام فتهجعُ ولكم مصائبَ قد نَفيتَ حدوثها ***** أحسِبتَ ربك لا يراك ويسمعُ ولقد سمعتُ المستشار مفسِّرا ***** أن الأمير لجُنده قد يُهرعُ فإذا استقرَّ على التآمر أمرُهم ***** طبخوا القرار فسوَّدوا أو رصَّعوا يأتونه بعد التداول خلسة ***** فيداعب الصفحات ثم يوقِّعُ ولئن تعاظمتِ المظالم منهمُ ***** لزمَ السكوتَ كأنه لا يسمعُ كانت مسامره ترُصُّ موائدا ***** فإذا الموائدُ للمسامرِ تخضعُ غابت موازين العقول و أصبحتْ ***** أسسُ الحكامة كلها تتصدَّعُ وأتتْ موازين الرباط كأنها ***** تلد الدراهم والمنير مدلَّعُ فتساءَلَتْ نفسي أجهْلٌ عَمَّنا ***** و سألتُ حاسوبي أمِثلُك يُخدَعُ فرمقتُه يرنو وكلُّه حسرة ***** وكأنما يأسى و عينُه تدمعُ يشكي كفَاكُم خِسَّة وتفاهة ***** يكفي نفاقا فالحقائقُ تسطعُ إن الكريمُ كرامة لعباده ***** فإذا الرجالُ لغير ربك رُكَّعُ و تنافسوا في الذل بئسَ صنيعهم ***** يا ليتهم قِبَلَ العزيز تواضعوا ركعوا ثلاثا في صفوف مثلما ***** سيقَتْ خرافٌ بالولاء تُبَعْبِعُ شهد الأنام على وقائع حفلة ***** فليشهد التاريخ عما و قَّعُوا أرأيتَ إن نكثوا العهود تهاونا ***** و على كراسيِّ الفساد تربَّعوا أرأيتَ إن جحدوا الوفاء بوعدهم ***** حفظوا الأمانة أم تُرى قد ضيعوا يُخفون ما علِم الجميعُ إلى متى ***** إن الغثاء و إن علا لا ينفعُ فاضغط على زرِّي أمِدّك حُجَّة ***** أن السفاهة خَرقُها لا يُرقع عندي الوقائع و التجارب سُطِّرت ***** أبحِر و لا توجَلْ فإني مسرعُ أحسبتَ نفسك يا مخيزنُ قاهرا ***** ولكم جبابرة في الندامة أبدعوا و لقد خبِرتُك يا جبانُ معرقلا ***** أملَ البلاد كعقرب إذ تلسعُ عجبا لجهلك يا جهول وقد مضت ***** سُنَنُ الطغاة ونالهم ما يوجِعُ فلئن هجوتُك يا ظلوم فإنما ***** أخشى عتابا من هجائي يصدعُ ولقد أدنِّس للهجاءِ كرامة ً ***** وأسوقُ عُذرا للبلاغة ينفعُ وأسوق مدحا للشباب فإنما ***** كُتَلُ الظلام بجهدكم تتقطعُ