أطفال جزائريين يقادون إلى الختان قال أطباء جزائريين إن العديد من الأطفال الذين تشملهم عملية الختان يكونون عرضة لمخاطر صحية خطيرة قد تصل حد الموت كما حصل مع طفل جزائري ذات ختان. ومعلوم أن رمضان عند الجزائريين وخاصة، في يومه السابع والعشرين يشكل فرصة مناسبة لختان الأطفال لتجنب المخاطر حسب معتقدهم. وبهذه المناسبة، ترتب الكثير من المنظمات والمؤسسات العمومية والشركات حفلات "ختانة" جماعية خلال هذا الشهر الكريم كمساعدة للعائلات. بيد أن العمليات الجماعية تتم في مرافق غير مجهزة بشكل لائق، الأمر الذي يترتب عنه عادة مضاعفات. الدكتور مراد الزاوي، يعمل في مستشفى بالقليعة ولاية البليدة، قال "هناك ممرضون وأطباء عامون وحتى أطباء الأطفال يقومون بهذه العمليات رغم أنهم غير مرخصين للقيام بذلك". وأوضح أن النزيف والتعفنات والإصابات الناجمة عن الحوادث الجراحية هي المشاكل الأكثر انتشارا. وقال "شاهدت حالة وفاة طفل بسبب النزيف بعد الختانة"، مضيفا أنه في حالات أخرى يمكن تدارك الأضرار الناجمة عن الختانة الفاشلة. وقال "في معظم الأحيان، سيعيش الطفل حتما صدمة نفسية، لكن هذا كل ما في الأمر". ويمضي الدكتور الزاوي قائلا "ولا تزال هناك حالات بدون مراقبة وهذا يضاعف من خطر الحوادث". كما أشار إلى أنه لا توجد إحصائيات وطنية تشير إلى معدل الحوادث في هذه العمليات. وهو ما أكده مصدر طبي لمغاربية "نعم الحوادث جد مألوفة عند القيام بالختانة. على سبيل المثال، تعرض ولدين للتشوه لما أجروا عمليات ختانة أواسط يوليو في مدينة تنس". وقال طبيب آخر في المدينة إن طفلا تعرض للتشوه خلال حفل ختان جماعي نظمته جمعية خيرية السنة الماضية. فالطفل الذي اكتُشف لاحقا أنه يعاني من الهموفيليا أُجريت له العملية على يد ممرض وتم نقله إلى المستشفى بسبب النزيف. وتم توقيف الممرض ورفع دعوى قضائية ضده. وللتقليص من خطر الإصابة، اتخذت وزارة الصحة الجزائرية خطوات في السنوات الأخيرة منها إصدار توصيات جديدة للسلامة يجب على الأطباء اتباعها. وفي فاتح غشت، أعلن قسم العمل الاجتماعي بالجزائر العاصمة أنه سينظم عملية ختان لفائدة ألف طفل خلال شهر رمضان الكريم بالتعاون مع وزارة الصحة. وفي قسنطينة، أعلن عبد القادر نوار الكاتب العام لمكتب سبل الخير بوزارة الشؤون الدينية أنه سيتم ختان حوالي 500 ولد من الأسرة الفقيرة خلال شهر رمضان.هذه الحملة التضامنية ستنتهي ليلة عيد الفطر. وقال نوار إن لجان المساجد تلقت عدة طلبات للختان من الأسر الفقيرة التي لا تستطيع دفع مصاريف طبيب خاص للعملية التي تكلف عادة حوالي 4500 دينار (43 أورو). وفي مطلع غشت، أطلقت مبادرة في الموضوع تحت شعار "لنعد الابتسامة إلى أطفالنا" ويهدف الحدث الخيري إلى ترتيب حفلات الختان الجماعي لفائدة 120 يتيم وطفل فقير. غير أن هذه العمليات الجماعية تشكل أكبر خطر للحوادث حسب السلطات. ففي بيان 4 غشت، قالت وزارة الصحة إن علميات الختان "لا يمكن القيام بها إلا من قبل جراحين في مرفق طبي (عمومي أو خاص) والذي تتوفر فيه كافة إجراءات السلامة الضرورية لضمان نجاح هذه العملية الجراحية". كما تهدف القواعد التنظيمية إلى حماية الأطفال و"منع تكرر حوادث مؤلمة والتي تحوّلت معها مناسبات الفرح والإيمان إلى مآسي". ودخلت التوجيهات حيز التنفيذ في 2006 لما أصدر وزير الصحة تعليمات في أعقاب مأساة الخروب التي أدت إلى تشويه عدة أولاد. وتأمل السلطات الحد من المخاطر وحماية الأطفال بالوقاية من الحوادث التي يكون سببها الرئيسي عدم توافر النظافة وعدم الاختصاص. ومنذ حادث 2006، أصبح التقييم قبل العملية والفحوصات العامة إجبارية لكافة الأطفال قبل الختان.